في غزة يولد الجنين لحظة موت والديه

أكثر من حالة صادفناها وقرأنا عنها وعرفناها منذ بدء حرب إبادة أهل غزة في أكتوبر 2023… تلد الأم جنينها، مولودها وتموت دون أن تراه أو تطلق عليه إسماً. تموت لأن قنابل ورصاصات النازية الصهيونية “الاسرائيلية” لا تترك لها مجالاً للحياة وللفرح ولالقاء نظرة تعرف من خلالها لون بشرة وليدها أو لون عيني مولودتها.

في مرات عديدة مات أيضاً الأب الذي كان يقف الى جانب الأم خلال الولادة والشهادة. مئات من العائلات الفلسطينية أبيدت واختفت وشطبت من السجل المدني ودائرة الإصاء والنفوس في غزة… مئات العائلات تعمدت بالدم موتاً وحياة وولادة وشهادة. كان هناك انبعاث وصار هناك اندثار.. يموت منا من يموت لكن الارادة حية والشعب حي والمقاومة مستمرة والعدو الى زوال.

هذا الصباح كتبت الاعلامية الفلسطينية من غزة، الصديقة رهام القيق، عن طفلة، مولودة جديدة لا اسم لها، لأن والديها قتلا خلال ولادتها. كتبوا على معصم المولودة الجديدة “طفل حليمة عبد ربه” .. وأضافوا على شهادة الميلاد في المستشفى .. ” الأهل شهداء”… يعني المولودة ولدت يتيمة. هذا لا يحدث إلا في فلسطين حيث الحق يواجه الباطل وحيث الانسانية تواجه الوحشية وحيث المقاومة الفلسطينية تواجه الصهيونية النازية الفاشية العنصرية الاستعلائية الاقتلاعية الوحشية.

كتبت من غزة صديقتنا الاعلامية الفلسطينية رهام القيق في رسالتها الصباحية:

“رحلت حليمة دون أن تلحق تسمية طفلتها. رحل زوج حليمة دون أن يعرف لون عيني طفلته.. رحلا بشكلٍ ما دون أن يفرحا بقدوم الطفلة.. تركا طفلتهما تسافر اليوم للعلاج وحدها.( *مع الأطفال الخدج الى مصر). بدون أبٍ أو أمٍّ أو اسم!”…

رهام تعيش تحت القصف والقنابل وفي قلب المهلكة والابادة في غزة هي وأطفالها وكل عالئتها… نتمنى لهم السلامة.

نضال حمد

٢١-١١-٢٠٢٣