الأرشيفوقفة عز

في يوم ( أوسلوي) من الأيام .. لقاء لا يُنسى – نضال حمد

خلال لقاء جمعني مع طلاب جلهم من حركة فتح التقيت بهم في المدرسة الصيفية بحامعة أوسلو سنة ١٩٩٤، جاءوا كتبادل جامعي من جامعتي بير زيت والنجاح بالضفة المحتلة. فتحنا حديث عودة جماعة أوسلو الى الوطن. قلت لهم بلا مهادنة وبوضوح أن غالبية الزعران ومن دمروا الثورة هم العائدين الى غزة وأريحا أولا. وأنهم أي شعبنا في فلسطين سيندمون على رجوع هؤلاء، وعلى شعبنا أن يكون حذرا منهم، وأننا في مخيمات الخارج جربناهم وعرفناهم.

 الشباب اعتقدوا أ بتهبل وبتخنني أستهبل عليهم وأتجنى على فتح وعلى أبو عمار والقيادات والكوادر التي وافقت على أوسلو وعادت من بوابة الاحتلال. هذه الفئة من الفلسطينيين عادت لتجد نفسها ملزمة بالعمل ضد شعبها وأحيانا كثيرة عند البعض ضد كل ما تربى عليه بالحركة وفي الثورة. (الان وقبل الآن عرف الذين قاتلوا العميلين حداد ولحد في الجنوب اللبناني المحتل أنه مطلوب منهم عبر التنسيق الأمني القيام بنفس الدور. فمنهم من وافق ومنهم من ترك السلطة والعمالة والتنسيق والجاه والمال وكرت الفايب واختار الجلوس في البيت أو المواجهة).

 في العودة للشباب قلت لهم:

 
قلت لهم أنا أعرف العائدين من زمن لبنان ومن زمن كتاب صديقي المبدع الأديب الفلسطيني الكبير، الفدائي، رشاد أبوشاور، الذي كتب عنهم كتابه في الفاكهاني سنة ١٩٨٠ بعنوان ( ثورة في عصر القرود ).

 كان من بين الشباب الذين أحدثهم في أوسلو الاخوة حسين منصور من مخيم بلاطة وعماد اللحام من نابلس وعماد غياضة من نحالين وعماد ثالث نسيت اسمه العائلي.

 أقول للمناضل الفلسطيني الفدائي الكبير صديقي حسام خضر في مخيم بلاطة، وبالمناسبة حسام خضر كما مخيمه، بلاطة ثقيلة على صدر أشباه الرجال في الوطن المحتل والمستباح. أقول له وهو سبب كتابتي عن هذا الموضوع اليوم، ان الشباب بعدما رجعوا الى الوطن وتعرفوا على (القرود) التي هتفوا لها وحملوها على الأكتاف وأدخلوها دورهم وقلوبهم. بعد كل ذلك وفي وقت لاحق أرسل لي أحدهم اعتذاره وأكد لي أن كل شيء قلته ونحن نجلس تحت شجر الكستناء في جامعة أوسلو قد حصل، وأنهم أي الذين عادوا أسوأ بكثير مما قلته أنا عنهم. هذه نقاشات لا أنساها وأذكرها للتاريخ.

– الصورة المرفقة توضح ماذا فعلت الثورة و السلطة في عصر القرود وصهاينة اليهود بشبابنا الفلسطيني … وتظهر خروج العناصر الأمنية الفلسطينية من سجن أريحا مستسلمين وبالكلاسين فقط لا غير.

  
نضال حمد – كرك – 19-01-2018