الأرشيفعربي وعالمي

كنعان النشرة الإلكترونية السنة الثالثة والعشرون – العدد 6629

14 أيلول (سبتمبر) 2023 في هذا العدد:

 كي لا يُقال كانت عروبة! عادل سماره

 بيان: في الرد على المتباكين على شعبنا والمتزلفين للاحتلال وأمريكا

 في ذكرى رحيل المناضل العروبي عبد الرحمن النعيمي

 اعرف عدوك:

·      ما هي “الحقائق” التي تقف خلف الانقلاب القضائي وانقلاب نظام الحكم في” اسرائيل “غداً القرار الحاسم في المحكمة العليا، معيان لوبيل

 لقاء “الرفيقين” بوتين وكيم.. هجوم روسي مضاد، سميح صعب

✺ ✺ ✺

كي لا يُقال كانت عروبة!

عادل سماره

انتبه: الأسطر التالية يمكن صرفها في مجلد.
يبدو أن الوطن الكبير يتم نقله من تقاسم “سايكس-بيكو” إلى تنافس “جينيبنغ-مودي” دوليا. أما إقليميا فتقاسم وتنافس وتهادن ناعم بين: “أردوغان-خامنئي”.
إيران تجر العراق وسوريا بالربط السككي والتجارة والانضمام للحزام والطريق وربما غيرهما وتركيا تحتل العراق وسوريا وليبيا برضى أمريكي.
والهند تجر الإمارات والسعودية ومصر مرورا بالكيان الصهيون وصولا إلى إيطاليا.

https://t.co/H1B9zC9rJi


بوسع الهند إقامة ملاحق/مستوطنات لها في معظم كيانات الخليج العربي حيث لها العدد البشري الأعلى، وبوسعها العودة للزعم أن ميناء البصرة لها.
الهند والصين تقيمان علاقات هائلة مع الكيان أي تقومان كلتيهما بتمرير التطبيع بخاتم دولي. الصين اشرفت على تصالح إيران والسعودية بقبول الطرفين بالمبادرة العربية أي أن 78 في المئة من فلسطين وأكثر هي أرض للكيان.

لسنا بصدد تكرار أن شروط الصين أفضل من شروط الإمبريالية ولكن اي ارتباط بين اية دولة صغيرة أو متوسطة مع دولة عظمى ستكون الأولى تابعة بغض النظر عن عمق التبعية.
كل هذه الترتيبات التي تتخذ شكلا تآمريا وتواطؤ حكام الوطن تؤدي إلى الاقتلاع النهائي للمشروع العروبي.
أعلم بأن أفواهاً عديدة سوف ترغي وتزبد خدمة لهذا أو ذاك، وأعلم أن كثيرين مثقفين ومواقع يوافقون تماماً على ما اكتب ولكنهم:
إما يتمولون من هذا أو ذاك
أو يخافون هذا أو ذاك أو يخافون هذا وذاك ولا يخافون الشعب.
أو لا يهتمون يأساً.

وهنا أقدم شاهدا من أهله عن حال العراق وسوريا:

فربما يلجم ألسن البعض، ولا داع على اية حال:

https://x.com/ameraismael1/status/1701677000824373636?s=46

✺ ✺ ✺

بيان:

في الرد على المتباكين على شعبنا والمتزلفين للاحتلال وأمريكا

نحن الموقعين أدناه،

أولاً: لسنا مع سياسات السلطة ورئيسها للحل بل مع كافة اشكال النضال وصولاً إلى التحرير والعودة، لكننا بالتأكيد ضد استمرار البعض في التذيُّل لأمريكا ثقافياً وسياسياً وتمويلاً.

ثانياً: لا يأتي النقد على السلطة عبر التزلف لأمريكا والغرب عموماً وإغفال دور هؤلاء في خلق وتسليح ومواصلة دعم الكيان. كما أن وصف هؤلاء لسياسات الكيان بانها مجرد فصل عنصري هو خدمة للكيان نفسه لأن ما قام ويقوم به هو اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني أي أخطر حتى من التطهير العرقي.

ثالثاً: إن هروب اصحاب البيان من ذكر ان كل فلسطين ارضا محتلة وحق شعبنا هو التحرير والعودة وليس التشكي من سياسات الاحتلال وكأننا رعايا تشتكي حاكمها إسألوا شعبنا ماذا يريد وتكلموا بعد ذلك.

رابعاً: نستغرب ونشجب تزلف هؤلاء المثقفين لصالح الكيان وذلك بهروبهم من الحقيقة الأهم، والمتعلقة بالمحرقة. فمحرقة النازية ضد اليهود هي محرقة مشتدة ومدانة، في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا على يد نفس الكيان لمحرقة ممتدة منذ قرن.

خامساً: ليست اللاسامية تعبيرا علميا عن اي عرق، وإن حصل ذلك فنحن العرب الأكثرية السامية وليس اليهود.

وأخيراً، للتذكير، هؤلاء أنفسهم أصحاب بيانات كالذي نرد عليه وخاصة بيان أل 55 الذي يشجب العمليات الاستشهادية.

كفى تباكياً وتزلفاً.

ملاحظة: التوقيع مفتوح لمن يرغب بحيث يرسل توقيعه إلى “كنعان” بواسطة:

mail@kanaanonline.org

ونبض الوعي العربي:

arabianawareness@gmail.com

د. حسن خريشه، د. عادل سماره، إحسان سالم ابو عرب، محمود فنون، كامل جبيل، د. عبد الرحيم كتانه، د. معاوية المصري، د. ياسر ابو صفية، د. عبد العزيز بني عوده، المحامي مهند كراجه، المحامي ظافرصعايده، عمر فارس، عبد الله حموده، محمد العبد الله

In Response to those who Weeping our people and Fawn up to the Occupation and America,

We, the undersigned the following:

Firstly, we do not support the policies of the authority and its’ Chairman for a solution. Rather, we stand with all forms of struggle leading to liberation and the Right of Return. However, we are certainly against some people continuing to grovel to America culturally, politically, and financially.

Secondly, criticism of the authority should not come through fawning up to America and the West in general while ignoring their role in creating, arming, and continuing to support the Zionist Ashkenazi Entity. Describing the Entity’s policies as mere apartheid is a service to the Entity itself, as what it is doing is even more dangerous than ethnic cleansing – it is the uprooting of the Arab Palestinian people.

Thirdly, the signatories’ omission of mentioning that all of Palestine is occupied land and that our people’s right is liberation and return, rather than complaining about the policies of the occupation as if we were subjects complaining about our ruler, is puzzling. Ask our people what they want and speak up afterward.

Fourthly, we are surprised and condemn those intellectuals’ fawning to the benefit of the Entity by escaping from the more important truth related to the Holocaust. The Nazi Holocaust against the Jews is an intensive and condemned genocide, while our people have been subjected to a prolonged/extended genocide by the same Entity for a century.

Fifthly, Semitism is not a scientific expression of any race; but if it is a scientific term, we, the Arabs, are the Semitic majority, not the Jews.

Finally, as a reminder, these individuals are the same people who issued statements similar to the one we are responding to, especially statement 55 which condemns martyrdom operations, enough lamenting up.

✺ ✺ ✺

في ذكرى رحيل المناضل العروبي عبد الرحمن النعيمي

في 1 / 9 / 2011 توقف قلب القائد الثوري ( عبد الرحمن النعيمي) عن الخفقان
 


خالدٌ في ضمير الشعب والأمة . عرفته لسنوات عديدة، مثقفاً ثورياً ومناضلاً وطنياً وقومياً وأممياً ، كما عرفته ساحات الكفاح في أكثر من ساحة وإقليم . كانت القضية الفلسطينية والنضال التحرري لشعبها في قلب اهتماماته . مايخفف عني في غيابه، أن البذور التي زرعها في تربة البحرين ورواها عرقاً ودماً ، أزهرت وأينعت ثمارها ، مناضلات ومناضلين حملوا ثقافة وإرث النعيمي ( سعيد سيف كما عرفته لعقود) ومازالوا من أجل وطن حر لايرجف فيه الأمل ، ومواطن يحيا بكرامة بلا خوف من حرية التعبير عن أفكاره .

محمد العبد الله

————————-

عبد الرحمن محمد النعيمي سياسي ومناضل بحريني ولد في مدينة الحد في البحرين عام 1944. حائز على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1966 هو أول رئيس لجمعية العمل الوطني الديمقراطي البحرانية وتبوأ منصب الأمين العام للجبهة الشعبية في البحرين. وتوفي في 1 سبتمبر عام 2011 [.

عمله ونشاطه السياسي

عمل مهندساً في محطة الكهرباء بالجفير لمدة سنتين، وتعرض للاعتقال بعد الإضراب الشهير لعمال الكهرباء، واضطر بعدها إلى مغادرة البحرين في نهاية العام 1968، ولمدة ثلاثة وثلاثين عاماً بسبب مشاركته في ثورة ظفار الشيوعية في سلطنة عمان حيث عاد بعد العفو العام الذي أصدره الملك في فبراير 2001. التحق بالعمل السياسي منذ العام 1961 في حركة القوميين العرب، ثم الجبهة الشعبية في البحرين حيث أصبح أميناً عاماً لها منذ العام 1974. وقاد عملية تأسيس أول جمعية وطنية تضم كافة أطياف التيار القومي والتقدمي عام 2001، وأصبح أول رئيس لجمعية العمل الوطني الديمقراطي في أكتوبر 2001

كتاباته

له العديد من الدراسات والكتب المتعلقة بالصراع السياسي في البحرين والخليج العربي والوطن العربي[1]. وأسهم في الكثير من المؤتمرات الإقليمية والقومية والعالمية. له العديد من المقالات والدراسات حول الأوضاع المحلية والقومية، ويأتي من أبرزها:

·        هجمة أغسطس عام 1975،

·        الطبقة العاملة ستفشل قانون أمن الدولة.

·        الحركة الوطنية أمام تحديات مجلس التعاون الخليجي.

·        الصراع على الخليج العربي.

·        موضوعات الإصلاح السياسي في البحرين

·        الازمة الدستورية.

·        مستقبل الديمقراطية في البحرين

:::::

من موقع “ويكيبيديا”

✺ ✺ ✺

في ذكرى المناضل العروبي سعيد سيف/عبد الرحمن النعيمي

https://www.facebook.com/ghassan.jassim/posts/294427089955113/?vh=e&extid=MSG-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C

✺ ✺ ✺

اعرف عدوك:

ما هي “الحقائق” التي تقف خلف الانقلاب القضائي وانقلاب نظام الحكم في” اسرائيل “

غداً القرار الحاسم في المحكمة العليا

 معيان لوبيل

 تنظر “المحكمة العليا الإسرائيلية” يوم غد الثلاثاء طعونا ضد تعديل تبناه الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويقوض صلاحيات المحكمة نفسها، في جلسة تاريخية تؤجج بالفعل نيران الأزمة القضائية في “إسرائيل”.

وسيكون هذا واحدا من سلسلة من الطعون التي ستنظرها المحكمة طوال شهر سبتمبر أيلول وتطال بشكل مباشر جوهر الخلاف القضائي الذي يهز البلاد منذ أشهر، الأمر الذي يضع المحكمة في مواجهة مع الحكومة التي تتهمها بأنها تتدخل في الأمور السياسية بشكل مفرط.

*“حجة المعقولية

من المقرر أن تنعقد المحكمة العليا المكونة من 15 قاضيا يوم 12 سبتمبر أيلول بكامل هيئتها لأول مرة في تاريخ إسرائيل للنظر في طعون مقدمة من جماعات رقابية ونواب من المعارضة على تعديل لقانون أساسي يحد من صلاحياتها. والتشريع الذي صادق عليه البرلمان في 24 يوليو تموز ينزع عن المحكمة إحدى الأدوات التي تمتلكها لإلغاء قرارات الحكومة والوزراء أو تعييناتهم. وتمكن هذه الأداة المحكمة من أن تقضي بعدم معقولية الإجراءات. وسبب التشريع ضجة في إسرائيل وأدى لرفع التماسات على الفور إلى المحكمة تطلب منها إلغاءه لانتهاكه الضوابط والتوازنات الديمقراطية في إسرائيل. ويقول نتنياهو إنه تعديل بسيط يهدف لإعادة التوازن بين أذرع الحكم بكبح جماح المحكمة التي أصبحت تدخلاتها أكثر مما ينبغي.

مستنقع دستوري

وحجة المعقولية هو جزء مما يطلق عليها “القوانين الأساسية” التي تحجم المحكمة حتى الآن عن إلغائها. ووصف البعض إلغاء قانون أساسي أو تعديله في إسرائيل بأنه بمثابة استخدام المحكمة لسلاح قانوني مدمر. ومن شأن ذلك أن يؤدي على الأرجح لتفاقم الأزمة الحالية. ولأن إسرائيل ليس لها دستور مكتوب فهي تعتمد بدلا من ذلك على تلك القوانين الأساسية التي ترسخ بعض الحقوق والحريات وتحدد قواعد الحكم. وتفوق مكانتها تلك الخاصة بالقوانين العادية. لكن القوانين الأساسية يمكن بسهولة الإضافة لها أو تعديلها بقرار الأغلبية في البرلمان الإٍسرائيلي المكون من غرفة واحدة والذي تهيمن عليه بنسبة كبيرة الحكومات الائتلافية. ولهذا السبب يقول بعض الخبراء القانونيين إن الأشراف القضائي على القوانين الأساسية مهم لمنع انتهاكات السلطة حتى إذا كان نطاق المراجعة القضائية غير واضح.

هل سيلتزم نتنياهو بقرار المحكمة العليا

عندما سئل نتنياهو عما إذا كان سيلتزم بحكم المحكمة إذا ألغت التشريع الجديد، لم يقدم نتنياهو إجابة واضحة، وقال إن الحكومات الإسرائيلية دائما ما احترمت القانون والأحكام القضائية، ودائما ما احترمت المحكمة القوانين الأساسية. وفي ردها القانوني قبل الجلسة المقررة يوم الثلاثاء قالت الحكومة إن المحكمة العليا ليس لديها السلطة القانونية لمراجعة القوانين الأساسية. وقالت الحكومة إن تدخلها من شأنه أن ينتهك مبدأ الفصل بين السلطات وسيادة القانون من خلال انتهاك سلطة المجلس التشريعي وهو ما قد يؤدي إلى حالة من الفوضى. ومن جانبها، وضعت المحكمة بعض الأسس القانونية لمثل هذه المراجعة القضائية فيما تعتبره قضايا غير اعتيادية.

وماذا بعد؟

قد يصدر حكم القضاة خلال أسابيع أو حتى أشهر. ولديهم خيارات أكثر من مجرد المصادقة على التشريع الجديد أو إبطاله. إذ يمكن للمحكمة إلغاء جانب من القانون أو تأجيل دخوله حيز التنفيذ لما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة أو كشف خطأ في عملية إقراره التي جرت على عجل نسبيا وإعادته إلى البرلمان لتعديله. وفي الوقت نفسه، سيتم نظر المزيد من الطعون التي قد تقلب الأمور.

لجنة قضاة

في 19 سبتمبر أيلول ستنظر المحكمة في طلب لإجبار وزير العدل ياريف ليفين على عقد اجتماع للجنة التي تختار القضاة في إسرائيل. وكانت اللجنة في صميم المعركة القضائية منذ يناير كانون الثاني حينما أعلن ليفين خطة الحكومة للتعديلات القضائية بما في ذلك تغيير تشكيل اللجنة بما من شأنه أن يمنح الائتلاف الحاكم سلطة حاسمة في اختيار القضاة. وقد أحيل مشروع قانون بهذا المحتوى للبرلمان لكن لم تتم المصادقة عليه بعد. وفي حين أن مصير اللجنة لا يزال مجهولا، فإن المواقع الشاغرة بين القضاة لا يجري تعيين من يشغلها. واعتبارا من منتصف أكتوبر تشرين الأول، سيضاف إلى تلك المواقع الشاغرة منصب كبير القضاة وقاض آخر بالمحكمة العليا.

تعديل عدم الأهلية

تنظر المحكمة في 28 سبتمبر أيلول طعونا على تعديل آخر لقانون أساسي يضع شروطا محدودة لاعتبار رئيس الوزراء غير لائق أو فاقدا للأهلية لأداء مهامه، ومن ثم إقالته من المنصب. وقالت المدعية العامة إن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الذي يسيطر عليه الائتلاف الحاكم أساء استعمال سلطته بتفصيل القانون بما يناسب نتنياهو، الذي يُحاكم باتهامات فساد ينفيها، ولذلك ينبغي إلغاء التعديل. ويقول مؤيدو القانون إنه يهدف لحماية أي زعيم منتخب ديمقراطيا من الإقالة دون وجه حق.

(رويترز)

✺ ✺ ✺

لقاء “الرفيقين” بوتين وكيم.. هجوم روسي مضاد

سميح صعب

ملاحظة من “كنعان”: مع ان نهاية المقال تشكك في قدرة امريكا على احتواء الهند ضد بريكس، إلا أن الإعلان الهندي-السعودي عن خط حديدي ونفطي من الهند للإمارات للسعودية عبر الكيان الى ايطاليا يبين أن الهند لا تزال في الوسط وأن بريكس لا تزال علاقاتها الداخلية طرية ففي مقابل ماسك المعسكر الإمبريالي.

✺ ✺ ✺

لقاء “الرفيقين” بوتين وكيم.. هجوم روسي مضاد

سميح صعب

الرئيس الأميركي جو بايدن حاضر في الهند لقمة العشرين، لكن عينه على القطار المصفح الذي سيقل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من بيونغ يانغ إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في توقيت غير ملائم أبداً من زمن الحرب الروسية ـ الأوكرانية.

مشكلة الولايات المتحدة ليست في القمة الكورية الشمالية-الروسية بحد ذاتها، إنما في ما يمكن أن ينتج عن هذا الحدث من إتفاق تُزوّد بموجبه بيونغ يانغ روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ، في مقابل الحصول على تكنولوجيا عسكرية حسّاسة وطعام من موسكو.

منذ أن كشفت صحيفة “النيويورك تايمز” الأسبوع الماضي، عن إعتزام كيم جونغ أون زيارة روسيا في وقت سابق من هذا الشهر، والمسؤولون الأميركيون يطلقون تحذيرات يومية من مغبة إبرام صفقة تسلح كورية شمالية-روسية، ستترك إنعكاساتها ليس على الجبهات الأوكرانية فحسب، بل على توازن القوى على جانبي خط العرض 38 بين الكوريتين.

روسيا متعطشة إلى قذائف كيم جونغ أون، وكوريا الشمالية توّاقة إلى التقنية الروسية التي تُمكّن بيونغ يانغ من النجاح في وضع قمر إصطناعي محلي الصنع في المدار، لا سيما أن الصاروخ “تشوليما -1” الكوري الشمالي أخفق مرتين في أداء هذه المهمة في الأشهر الأخيرة، وإنعكس ذلك إرتياحاً واسعاً في كل من سيول وواشنطن. أما الآن وبمساعدة روسية، فقد يكون في إمكان كيم جونغ أون تحقيق حلمه قريباً. إذن لا بد من شدّ الرحيل إلى روسيا.

القمة المزمعة، تحصل على وهج حرب طاحنة في أوكرانيا وفي ظل توتر شديد في شبه الجزيرة الكورية. رقمٌ قياسيٌ في عدد التجارب التي أجرتها كوريا الشمالية على الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى هذه السنة. قابلت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة هذه التجارب بتدريبات مشتركة واسعة النطاق، براً وبحراً وجواً وإستعراضاً لمقاتلات “إف-35” وقاذفات “بي-52″، وزيارات متكررة من قبل حاملات الطائرات والبوارج الأميركية للموانىء الكورية الجنوبية. وأشركت أميركا اليابان في بعض من هذه المناورات، بعد الضغوط التي مارسها بايدن على سيول وطوكيو لرأب الصدع بينهما والإلتفات إلى “الأعداء المشتركين”، أي روسيا والصين وكوريا الشمالية. ولم يجد الرئيس الأميركي أفضل من منتجع كامب ديفيد الأميركي ليجمع فيه الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في 18 آب/أغسطس الماضي. ومن نيودلهي، يقفز الرئيس الأميركي إلى فيتنام، لسبر أغوار قيام تعاون مع “العدو السابق” ضد “العدو الجديد”. ومهّدت أحدث حاملة طائرات أميركية “يو إس. إس. رونالد ريغان” للزيارة برسوّها في ميناء دانانغ الفيتنامي في 25 حزيران/يونيو الماضي. لم يكن هدف المقاتلات الراسية على متن الحاملة هذه المرة قصف مدن وموانىء فيتنام (الشمالية). هذه المقاتلات تحمل رسائل تحذير إلى الصين وكوريا الشمالية.

وفي 25 تموز/يوليو الماضي، إحتفلت كوريا الشمالية بالذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في حضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي لقي حفاوة واسعة في بيونغ يانغ، وكانت مناسبة تفقد فيها بعض الصناعات العسكرية وخصوصاً مصانع الصواريخ. ومن المؤكد أن “الرفيق” شويغو كما وصفته وسائل الإعلام الكورية الشمالية تكريماً، قد حمل الدعوة إلى كيم للقاء قمة مع بوتين.

في حربٍ لا تلوح نهاية قريبة لها، تستعد روسيا والولايات المتحدة لإحتمالات قتال طويل ربما يمتد لسنوات. من العوامل الرئيسية في هذه الحرب هي إستنزاف الخصم على الجبهات وعلى الصعد الإقتصادية التي توفر التمويل للميدان.

روسيا خاضعة لأقسى عقوبات غربية في تاريخها، وهذا ما يحملها على التفتيش عن الدول التي يمكن أن تُشكّل سنداً لها في حرب الإستنزاف. فكانت المُسيّرات الإيرانية من طراز “شاهد” وتعزيز التعاون العسكري والإقتصادي مع طهران، إحدى هذه الوسائل.

بعد إيران، يأتي الإنفتاح على كوريا الشمالية. وعلى رغم أن روسيا لا تزال تتفوق على أوكرانيا في غزارة نيران المدفعية، فإن الحصول على قذائف من كوريا الشمالية يمكن أن يُعزّز التفوق الروسي، وتالياً يُرهق مصانع السلاح الغربية الموضوعة في خدمة الجيش الأوكراني.

وسبق لبايدن أن برّر قراره تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية، بالقول إن هذه خطوة إضطر البنتاغون لإتخاذها لتعويض النقص في القذائف المدفعية التقليدية لدى الجيش الأوكراني، الذي إستهلك في الأشهر الأخيرة أكثر من مليوني قذيفة أرسلتها الولايات المتحدة، عدا عن تلك التي أرسلتها الدول الأوروبية، بينما البحث جارٍ من قبل الإتحاد الأوروبي عن أكثر من مليون قذيفة أخرى.

وبعد الذخائر العنقودية، أعلنت الولايات المتحدة عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب القادرة على إختراق المدرعات الروسية أكثر بكثير مما تفعله القذائف العادية. ومع أن إستخدام اليورانيوم المنضب يترك آثاراً على صحة حتى الجنود الذين يطلقونها، فإن واشنطن تتجاهل كل التحذيرات الصادرة في هذا الشأن، وتستعد لإرسال الشحنة الأولى مع دبابات “أبرامز” التي قرّرت تزويد كييف بها في الأشهر المقبلة.

وفي الواقع، فإن كوريا الجنوبية سبقت كوريا الشمالية في الإنخراط بجهود الحرب الأوكرانية. وفي 17 تموز/يوليو الماضي، زار الرئيس الكوري الجنوبي العاصمة الأوكرانية، وأعلن عن مساعدة “أمنية وإنسانية” لأوكرانيا. وتعتزم سيول تقديم مساعدة مالية لكييف قيمتها 394 مليون دولار في العام المقبل. وتضغط واشنطن على كوريا الجنوبية منذ أشهر كي ترسل قذائف مدفعية إلى أوكرانيا. ومن المتوقع أن يتصاعد الضغط الأميركي، في حال مضت كوريا الشمالية في تقديم مساعدة عسكرية لروسيا.

 ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي حذّر كوريا الشمالية من “دفع ثمن” إذا زوّدت موسكو بالسلاح، أعطى تفسيراً لدواعي القلق الأميركي بقوله: “واصلنا الضغط على القاعدة الصناعية العسكرية الروسية.. وها هم الآن يبحثون عن أي مصدر يتوافر لهم”.

إذن، الدخول الكوري الشمالي على خط تسليح روسيا، من شأنه أن يزيد متاعب الغرب ويستنزف مزيداً من قدراته التي سيكون مجبراً على تسخيرها لتحقيق هدفه الإستراتيجي وهو منع روسيا من الإنتصار في أوكرانيا.

وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلن أكثر من مسؤول أميركي أن الصين تعتزم تزويد روسيا بالأسلحة، لتخفت لاحقاً هذه الحملة الأميركية، بعدما تحدّت بكين العاصمة الأميركية أن تُقيم الدليل على هذه المزاعم.

البعض في واشنطن يعتقد أن التحذيرات الأميركية هي التي أثنت الصين عن المضي في تزويد روسيا بالسلاح. لكن بالنسبة إلى كوريا الشمالية، ثمة شكوك بإمكان أن تؤثر الضغوط الأميركية على قرار كيم جونغ أون، الذي سيرى في هذه الضغوط إثباتاً لسرديته عن مطاردة الغرب له. هذا ما يراه المؤرخ العسكري في جامعة كورنيل ديفيد شيلبي.

برغم أن روسيا لا تزال تتفوق على أوكرانيا في غزارة نيران المدفعية، فإن الحصول على قذائف من كوريا الشمالية يمكن أن يُعزّز التفوق الروسي، وتالياً يُرهق مصانع السلاح الغربية الموضوعة في خدمة الجيش الأوكراني

هل يُمكن أن تلجأ أميركا إلى الصين للضغط على بيونغ يانغ كي تمتنع عن تزويد موسكو بالسلاح؟ هذا إحتمال مستبعد في ظل التحشيد الأميركي لإحتواء الصين، إقتصادياً وعسكرياً. وعدم حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة العشرين التي بدأت أمس (السبت) في الهند، مؤشر إلى أن العلاقات الأميركية-الصينية لا تزال أسيرة توتر يمتد من تايوان إلى الذكاء الإصطناعي.

وعلى العكس، لماذا لا تُوظف الصين التعاون العسكري المزمع بين كوريا الشمالية وروسيا، من أجل الضغط على الولايات المتحدة؟ وما عساه يكون الموقف الأميركي في حال قبلت بكين إقتراحاً لبوتين بإجراء مناورات روسية-صينية-كورية شمالية مشتركة في مقابل المناورات الأميركية-الكورية الجنوبية-اليابانية المشتركة؟

لم يكن العالم على هذا النحو من الإنقسام حتى في ذروة أيام الحرب الباردة السابقة. وخطوط المواجهات ترتسم مع التكتلات الإقتصادية الناشئة، التي تبحث عن أدوار جيوسياسية تتوازن مع أحجامها الإنتاجية.

بعد قمة “بريكس” في جنوب أفريقيا، الشهر الماضي، والقرار الذي إتخذته بقبول عضوية ست دول جديدة، بات رهان الولايات المتحدة على إغراء الهند، بإتخاذ موقف أكثر تمايزاً عن بقية دول المجموعة واللعب على أزمة الحدود الهندية-الصينية، كي تضع عملاق آسيوي في مواجهة عملاق آسيوي آخر. لكن رهاناً كهذا لا يصادف حتى الآن حظوظ النجاح.

:::::

________

تابعونا على:

·      على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

·      توتير:

·      فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

·      ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

·      عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.

·      يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org

ReplyForward