الأرشيفوقفة عز

مجزرة أطفال مدرسة صندلة في أيلول سنة 1957..

نضال حمد:

في العقد السادس من عمري عرفت أنه في 17 أيلول 1957 ارتكبت عصابات الكيان اليهودي الارهابية الصهيونية المسلحة مجزرة في مدرسة صندلة الفلسطينية أودت بحياة 15 تلميذاً وتلميذة من عائلة عمري في صندلة… ثم تكتم الصهاينة على المجزرة البشعة وصمت السكان عنها خوفاً أو لأن أحداً من القوى والمنظمات والاحزاب والمؤسسات الحقوقية لم يتبناهم.

 تلك العصابات الصهيونية نفسها ارتكبت مئات جرائم التصفية العرقية والمجازر في جميع أنحاء فلسطين وفي مخيمات اللجوء والشتات على مدار 75 عاماً من الاحتلال.

بعد احتلال الأرض الفلسطينية سنة 1948 بشكل علني وبموافقة عصابة عصبة الأمم وعصابة الأمم المتحدة، المعاديتان للعرب وللفلسطينيين، صارت عصابات اليهود الارهابية هي “جيش الدفاع الاسرائيلي”..

الأمم المتحدة أثبتت بأنها كانت ولازالت تحترم الأقوياء وتنحاز لهم على حساب ضحايا خريطة ومصالح القوى الكبرى العالمية. كما أنها بنفس الوقت تهمل ولا تحترم ولا تلتفت للضعفاء، مهما ارتكب الأقوياء من جرائم بحقهم. لذا رحم الله القائل ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة… رحم الله زعيم أمتنا العربية وقائدها الهمام جمال عبد الناصر صاحب الشعار المذكور. ورحم الله أطفالنا شهداء مجزرة صندلة.

مجزرة أطفال مدرسة صندلة منسية بالرغم من مرور٦٦ سنة على وقوعها…

قرأت قبل أيام في موقع “صفا” الفلسطيني على “النت” بأن مجزرة أطفال “صندلة”.. تمت أرشفتها في الصدور، صدور أهالي ضحايها لعقود من الزمن ولم يكشف عنها إلا في وقت متأخر جداً وتمت إضافة شهيد (ديار عمري) على قائمة الشهداء في صندلة.

يبدو أن بداية تأسيس كيان العدو واحتلال فلسطين كانت صعبة ونشر اليهود الصهاينة الرعب والهلع بين السكان الفلسطينيين، الذين بقيوا على وفي أرضهم الفلسطينية المحتلة صامدين صابرين ثابتين. فخاف سكان صندلة على ما يبدو من البوح أو الحديث عن المجزرة تلك.

 لم استطع فهم سر تأخر الكشف عن تلك المجزرة المروعة وتفاصيلها.. ولماذا تأخر الكشف عنها كل هذه السنين. فالمجزرة أصبحت معروفة لدى القليل من الفلسطينيين منذ وقت قريب فقط، بينما لا يعرف الكثيرون منهم عنها إلى اليوم، هذا الذي يوافق ذكراها الـ 66…).

بالمناسبة هو أيضاً ذكرى أليمة جداً لشعبينا الفلسطيني واللبناني لأنها أيضاً الذكرى ال 41 لمجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت الغربية. التي ارتكبها ارييل شارون وجيشه وعصابات الفاشيين الانعزاليين اللبنانيين المتصهينين.

في السابع عشر من أيلول – سبتمبر 1957 تمام الساعة الثانية بعد الظهر وقعت المجزرة التي حصدت أرواح أطفال بلدجة “صندلة”، أثناء عودتهم من المدرسة الى بيوتهم، ففي لحظة تحولوا إلى أشلاء ممزقة، نتيج انفجارة قنبلة من قنابل الاحتلال “الإسرائيلي”.

في شهادة قدمها الفلسطيني رشاد عمري أحد أبناء من شهدوا المجزرة، قال لوكالة صفا: “إن 15 طفلاً من صندلة، خرجوا في ذلك اليوم من مدرستهم، بعدما أذن جرس العودة، وأثناء قطعهم تلك المسافة الكبيرة، صادفوا قنبلة من قنابل الدبابات “الإسرائيلية”، فاقتربوا منها، بعدما أثارت انتباههم ودهشتهم، فانفجرت فيهم بغمضة عين”.

يتذكر العمري رشاد ما قاله له والده عن الانفجار وضخامة صوته حيث كان مدوياً ومخيفاً. لقد تسبب انفجار القنبلة في تناثر الغبار بكل البلدة وبالهلع والرعب بين الناس. هرع الأهالي فوراً نحو مكان الانفجار، ليصدموا برؤية أشلاء أطفالهم منتشرة وممزقة في المكان الذي لفه الغبار..  

الانفجار في ذلك اليوم المشؤوم تسبب في تمزق أجسادهم كلهم فلم يبق منهم شيئاً… كما لم يتم التعرف على أي من الأطفال الذين لم يتبقى من ملامحهم أي شيء.

في ذلك اليوم عاش أهالي صندلة وبالتحديد عائلة عمري بحزن ورعب وألم، فتعالت صرخاتهم لتصل الى مسامع المنطقة كلها دون مجيب ودون صدى…  

بحسب ما جاء في التقرير بموقع صفا فإن المجزرة في صندلة والتي حصلت بمنطقة نائية قرب حدود جنين فإنها ” لم تحظ باهتمام الإعلام ولا الأحزاب، كما أنها لم تصل الى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، أو غيرها”.

أليس غريباً أن أي طرف من الفلسطينيين لم يوثق لهذه المجزرة؟

لماذا لم توثقها مؤسسات ومنظمات حقوق الانسان؟؟

لماذا لم توثقها الفصائل الفلسطينية والأحزاب فيما بعد؟؟..

كما أن المنظمات الدولية تجاهلتها أو أنها لم تسمع بها ولماذا لم توثقها “بتسليم”؟ ألم تسمع بها حركة الرفاق في أبناء البلد؟ وماذا عن الشيوعي والجبهة والحركات الاسلامية والشخصيات الوطنية والتجمع والخ؟؟؟… ولماذا لم يأتِ على ذكرها المؤرخون الفلسطينيون والعرب؟؟؟ وهل ذكرها المؤرخون اليهود الصهاينة؟..

أسئلة لا املك أجوبة عليها ….

بحسب العمري “هناك من ألقى قنبلة في المنطقة على طريق المدرسة وفي البلدة”. ربما قوات الاحتلال القتها وتركتها عمداً لاحداث مذبحة. يواصل أحفاد وأبناء القتلة مسيرة آباءهم وأجدادهم الصهاينة فيرتكبون المزيد من المجازر.

يؤكد عمري في حديثه لصفا أن مرتكبي المجزرة ومن ألقوا القنبلة ما زالوا مجهورين، مضيفًا “لكن أحفادهم يتمددون في فلسطين إلى اليوم، ويرتكبون المزيد من المجازر عبر الطائرات والدبابات والرصاص”.

ضحايا المجزرة كلهم-ن الأطفال ال 15 هم وهن من عائلة عمري التي بحسب رشاد عمري تقطن صندلة منذ عقود، وكان عدد سكانها يوم  وقوع الانفجار الذي أدى الى حدوث المجزرة ما يقارب 300 نسمة.

مناسبة استحضار الحديث عن ذكرى تلك المجزرة المروعة قبل شهرين من الآن هو المأساة الجديدة التي ضربت عائلة عمري في صندلة. ففي شهر أيار – مايو الفائت قام مستوطن يهودي صهيوني بإعدام الطفل ديار عمري بدم بارد اثناء عودته الى قريته في مرج بن عامر. لينضم الفتى ديار شهيد صندلة وكل فلسطين الى شهداء وشهيدات مجزرة 17-9-1957 الذين راحوا ورحن ضحية الاحتلال والارهاب الصهيونيين في فلسطين المحتلة.

قائمة بأسماء الأطفال تلاميذ وشهداء وتلميذات وشهيدات مجزرة صندلة::

1-الشهيدة الطفلة آمنة عبد الحليم عمري -10 سنوات؛

2- الشهيد الطفل طالب عبد الحليم عمري-13سنة؛

3- الشهيد الطفل غالب عبد الحليم عمري-8سنوات؛

4- الشهيد الطفل محمد عبداللـه عبد العزيز عمري-13سنة؛

5-الشهيدة الطفلة اعتدال عبد القادر عمري-9 سنوات؛

6- الشهيدة الطفلة رهيجة عبد اللطيف عمري- 8 سنوات؛

7- الشهيدة الطفلة سهام زكريا عمري- 8 سنوات؛

8- الشهيدة الطفلة صفية محمود عمري- 8 سنوات؛

9- الشهيد الطفل عبد الرؤوف عبد الرحمن عمري- 8 سنوات؛

10- الشهيدة الطفلة فاطمة احمد يوسف عمري –10 سنوات؛

11- الشهيدة الطفلة فهيمة مصطفى أحمد عبد الرحمن عمري 8 سنوات؛

12- الشهيد الطفل محيي الدين سعد عمري- 9 سنوات؛

13- الشهيد الطفل يوسف احمد محمد عمري-8 سنوات؛

14-الشهيد الطفل يحيى احمد حسن عمري –9 سنوات؛

15- الشهيد الطفل فؤاد عبدالله محمد عبد العزيز عمري-8 سنوات.

المجد والخلود للشهداء ولن نغفر ولن نسامح ولن ننسى .. سوف نعاقب ونحاسب القتلة والجزارين في صندلة وقبية وصبرا وشاتيلا والصفصاف وكفر قاسم وغزة ونابلس وجنين والخليل والجليل وحيفا ويافا وعكا ودير ياسين وكل فلسطين.

نضال حمد

21-9-2023

موقع الصفصاف – وقفة عز