عربي وعالمي

لعروبة فلسطين … في الرد على عرب الكنيست – عادل سمارة

الأستاذ عصام مخول المحترم،
هذا الرد على ما كتبه السيد عصام مخول في جريدة الاتحاد في حيفا (أدناه)
أرجو أن تعتبر تقوُّلي هذا من باب الرد على موقف وليس شخصنة بأي حال، وبغير هذا ما كنت لأرد. هذا مع أن الكثير ممن يكفرون بالسرديات الكبرى يتلطون وراء إيرادي لبعض الأسماء، يحصل ذلك حينما يكون إيراد إسم أمر ضروري لخدمة الوعي الجمعي ولكي لا يُعبد صنم ما، فما بالك بأقل من صنم. هذا بالطبع مع توفر حقك في كل ما ترى، بل يسعدني ذلك.
للتصحيح:
أنا لم أسمي نفسي المثقف المشتبك وإن كنت أتمنى أن ارتقي إلى ذلك الوضع. هذا اللقب يليق بالشهيد باسل الأعرج الذي أخذ هذا المصطلح الذي قمت باشتقاقه ووصفني به ولكن استحقه هو، بينما مختلف دُعاة الحل السلمي والدولة الواحدة والدولتين اسموني المثقف الانتحاري.
الأهم من هذا، أنا لست ماركسيا فقط، أنا شيوعي عروبي وبين الأمرين مسافة ذلك لأنني أُصر على أن المرء يبدأ أولا وطنياً ثم يتجه إلى هذا الفكر او ذاك ويبقى الوطن مرجعيته بمعنى لو انتقل من شيوعي إلى دين سياسي أو إلى قومي كلاسيكي أو قومي شوفيني فالمهم أن يبقى وطنيا. لذا، كثير من حاملي الإيديولوجيات وخاصة في وطننا هم بعكس كثير بل ربما مختلف نظرائهم في العالم أي:
  • بيننا قوى دين سياسي ضد الأمة العربية وتدين للاستعمار التركي وتبرر له احتلال اراضٍ عربية باسم الدين!
  • وبيننا شيوعيون في الوطن العربي اعترفوا بالكيان وحتى اليوم لم يعتذروا، ومن بينهم حزبكم (راكاح- قبل القائمة العربية الجديدة وبعدها) ولم يصلوا بعد لموقف الإقرار بأمة عربية ولا بقومية عربية
  • الشوفينية والنازية في موطنيهما لم تخونا وطنيهما بينما توحشتا عالمياً، بينما الشوفينيون في وطننا ليسوا وطنيين!
  • كثير من الليبراليين العرب والفلسطينيين ولائهم للمركز الرأسمالي الغربي وثقافته.
لكن هناك ما هو أهم وهي المسألة النظرية والتي كشفت عن:
  •  هشاشة وشكلانية كثير من الشيوعيين للمسألة القومية حيث قرأوا ماركس في ما كتبه بأن “القومية سلاح بيد البرجوازية” تعبيرا ونقدا لاستغلال البرجوازية للمسألة القومية كي تجند الطبقات الشعبية في توسعها الاستعماري، وهذا تحديداً عن غرب أوروبا وليس حتى عن أوروبا الجنوبية أو الشرقية
  • وخبث وصهيونية الشيوعية التروتسكية التي ترفض القومية بشكل فج وخاصة القومية العربية لأنها كحركة صهيونية في معظمها ولأن عداءها للقومية العربية آتٍ من قناعتها بأن تحرير فلسطين لن يكون إلا عروبياً.
إن قراءة فكرية معمقة للماركسية (ماركسية ماركس تحديداً- وحتى البيان الشيوعي نفسه) ناهيك عن التطويرات عليها ، لا تشي بأن الرجل والنظرية ضد القومية بل ترى بأن الدولة القومية القوية والمتطورة هي عتبة متماسكة للتحول إلى الاشتراكية. وربما من هنا رأى أن الانتقال إلى الإشتراكية سوف يبدأ من الدول الصناعية المتقدمة وجميعها كانت دولا قومية.
حينما تنبه لينين لهذه المسألة ركز على شعوب الشرق وحركات التحرر من الاستعمار، وهي حركات غالباً لم تكن شيوعية
والأهم من ذلك هي حالتنا العربية حيث أن الوطن العربي بقدر ما هو قيد الاستهداف على يد الغرب منذ الحقبة التجارية (الميركنتيلية) وحتى حينه و أساسا هذا الاستهداف الرأسمالي تقويض المشترك العربي وتحديدا ضرب القومية العربية، هذا مع أن الوطن العربي هو تحت الاستعمار بدرجات وتنوعات: من استعمار استيطاني، إلى استعمار بالتبادل اللامتكافئ، إلى الاستعمار بتقشيط الريع وصولاً إلى استعماره بالكمبرادور المحلي
وهذا يوجب النضال من أجل المشروع القومي و الوحدوي والاشتراكي.
وعليه، فالقومية في بلدان المستعمرات والتبعية هي:
  •  القومية الحاكمة وهي الشكلانية القومية للأنظمة التابعة
  • والقومية الكامنة وهي قومية الطبقات الشعبية التي لها مصلحة في الوحدة والتحرر والاشتراكية ولا يعيقها سوى:  إما غياب حركة ثورية، أو وجود حركة جرى تدجينها.
من هنا، اختلفت منذ نصف قرن مع الكثير من الشيوعيين الكلاسيكيين الذين يرفضون القومية العربية بناء على الفهم المسكوفي وخاصة خطيئة الرفيق ستالين الذي صاغ الشعار البائس والمتخلف: “الأمة العربية أمة في طور التكوين” بينما اعترف بالكيان المصنوع من مئة قومية حيث أدهشته بنيته الراسمالية المتقدمة في حينه لأنه كان مثابة جلب مصنع بعماله وعسكره معاً وزرعه في فلسطين.
من الطرافة بمكان أن نشير إلى تورط ستالين الذي بنى الاتحاد السوفييتي في موقف مشابه لموقف التروتسك ضد القومية العربية.
على هذه الأرضية أقمت موقف كعروبي شيوعي، وأعلم أن كثيرين يرفضون هذا. ولكن على رسْلهم.
فيما يخص معرفتنا ببعض، نعم أنا أكن لك احتراما ولم أخفي ذلك لا بحضورك ولا بغيابك، لكن هذا لا يمنعني من الاختلاف معك في أمور كبيرة، وليس في لون قميصك مثلا. وبالمناسبة، أنا أحمل لتوفيق زياد حباً عميقا لأنه كان يقولها في لحظة استرخاء: “أنا مجبر على عضوية الكنيست” ، ولا أكره حتى إميل حبيبي لكن أورد لك واقعة:
جاء ذات وقت لجريدة الفجر المقدسية التي كنت أعمل بها عام 1975، وسألني عن مرجع إن كان لدي فقلت له نعم في البيت، فقال أنا راجع لحيفا تأتي  معي لآخذه. أخذني معه في سيارته (فولكسواغن) الصفراء إلى بيتي في البيرة. وحين وصلنا قلت له إنزل: قال لا، قلت مستعجل؟ قال لا. إذن!  قال أنت مع تنظيم كفاح مسلح وأنا لا أدخل بيوتكم. قلت له بتمزح! قال لا ابدا. وكما تذكر، وآمل أنني دقيقاً، فالمناضلة فيلتسيا لانجر لم تقبل قضية لأي شخص قام بعمل مسلح فيه قتل. وكل هؤلاء من حزب راكاح.
فيما يخص عضو الكنيست أيمن عودة:
بداية، أشكرك بأنك أوضحت بأن أيمن عودة ليس من حزبكم. لا يهمني النقاش والبحث في هذا بالطبع. وعليه، لنقل أنه ليس من راكاح، ولكن هذا لا ينفي أن ترؤسه أو ترئيسه لقائمة كنيسيتية أفرزها راكاح من جهة، ولكتلة جميع عرب الكنيست تم بقبول راكح وغيره من الكتل ولذا، لم يعترض راكاح على مواقفه وخاصة، كما أشرت،  بأن “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” هي من تحالفات راكاح نفسه بغض النظر إن كان أعضاؤها من نفس الحزب أم لا
بمعنى، أن المهم هي المواقف.
وعليه، بعيدا عن حماسة عودة لجانس وعن تصنيع فزاعة نتنياهو، لأن كامل الكيان فزاعة بل كتلة إرهاب معولم وربما باستثناء عشرة يهود في الكيان يؤمنون بحق العودة، مع أنهم أو بعضهم يسكن بيت لاجىء فلسطيني اغتنمه جاهزا ورائعا وتراثياً!  وبعيدا عن أن عودة على أبواب الطلب لدخول وزارة في الكيان.
وذهابا إلى لب القضية.
لقد تم اغتصاب فلسطين ب “سيرورة” علنية على مدار عقود مما سمح لأبسط العقول أن يفهم أن ذلك اغتصابا، إلى أن آل الأمر إلى طرد شعبنا عام 1948، وبقي جزء ضئيل منه. ولا اعتقد أن هناك من ينكر أن شعبنا مشرد.
إحدى مفارقات التاريخ أن مختلف المؤسسات الدولية الكبرى لم تتفق ضد شعب كما اتفقت ضد شعبنا:
  • طبعا كامل المعسكر الراسمالي في مرحلة الإمبريالية، ولا شك أنك تعرف أنه بنى الكيان وأكمل ذلك عام 1948  بتذخيره وتزخيمة حتى ب “الماخال” أي المتطوعين من كامل الغرب وحتى من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر وأغلب الماخال من الطيارين واطباء العيون وخبراء المدفعية…الخ ولم يتوقف كل هذا بعد.
  • تم دعم وتسليح واعتراف المعسكر الإشتراكي بالكيان الصهيوني، وفوراً في حماسة تنم عن عجز في فهم الاقتصاد السياسي الماركسي، وهذا كي لا نقول ما  هو اسوأ،  لدى هؤلاء حيث حلموا بأن الكيان الذي خلقته الراسمالية وليس الله سيكون حليفا للدول الاشتراكية ويقيم يوتوبيا اشتراكية في تشكيلات اجتماعية اقتصادية متخلفة ورجعية…الخ وأنظمتها، وليست شعوبها،  تصنيع إمبريالي. إن طالب مبتدىء في قراءة الماركسية يعرف بأن استيطان أرض شعب بدعم أمبريالي لا يمكن أن يولد نظاما اشتراكيا، وحتى لو حصل، فيبقى الكيان الجديد بلا حق حتى في الوجود
  • وقفت الاشتراكية الدولية سواء التي في الحكم او خارجه ايضا مع الكيان ودعمته
  • كثير من المثقفين المرموقين في العالم دعموا الكيان ايضا، بغض النظر عن أسبابهم من حيث إما العنصرية، او غياب الحقائق أو عجزنا عن وصولهم هم أو غيرهم. يكفي هنا مثال جان بول سارتر. أما نوعام تشومسكي الذي يتزلف له مثقفو الطابور السادس العرب والفلسطينيين فيقول بأنه “صهيوني متمسك بالطبعة الأساسية” أي سلفي صهيوني، وبأن اية دولة مشتركة مع العرب هي اضطهاد لليهود.
 هنا، يا سيد مخول يدخل حديثي عن حزب راكاح. بل الأهم هنا يحضر موضوع غاية في الأهمية وهي أن هذا الحزب مثل كثيرين غيره يرفض أن يُنقد حتى في النحو والصرف!
وهنا أعترف لك بأن الخلل ليس فيه وحده بل فينا ، اي في كثير من المثقفين الفلسطينيين والعرب الذين تطامنوا على كونه حزب مرخَّص من سلطة الكيان الصهيوني، اي حزب يعتبر فلسطين هي إسرائيل” ولو كان موقفه غير هذا لما شارك في إعلان “الدولة” ولا في الكنيست…الخ. وأدبياته واضحة. ولا أنشد ممثلة مائير فلنر “الهاتكفا”.
لكن اعتراف العالم وتضامن كثير من العرب والفلسطينيين لا يبرر دخول الكنيست اي الاعتراف بأن وطننا ليس لنا.
ومن هنا كتبت أن راكاح هو أول فراخة للتطبيع.
من هنا، حتى لو اعفينا أيمن عودة من اية علاقة براكاح، فإن راكاح يعترف بالكيان ولم يعترض حتى على آخر نزعاته حيث أصبحت قدمه على أبواب توزير عرب في وزارة الكيان، بل إن ما يفعله وخلفه بقية “الكنيسيتيين” لا يتناقض مع “سيرورة” موقف راكاح من الكيانوهذا اللحاق بهذا الراعي لا يعفي الآخرين طبعا من تورطهم.
الشخصنة والإساءة:
ربما لأنني تعودت على كثير ممن يرون النقد عداء وعداوة، لم تأخذني الفجأة بقولك وفي أكثر من موضع
“… جذوره الى كارل ماركس من الجهة الأخرى، ولكنها بالمقابل تفتح مسربا للغوص في تقليب منابع العداء غير المبرر الذي يكنه عادل سمارة للحركة الشيوعية في بلادنا، ورغبته الجامحة في الانتقام” من “راكح”*، انتقام أوديب من “أبيه”، وإن شئتم من ابن جده في حالتنا ما دمنا نتحدّر من الجَدّ نفسه!..”
لا  أدري أين موقع الانتقام والعداءولكي أدافع عن ماركس ولينين وحتى كاوتسكي فقد كانوا جميعا ضد دولة لليهود، وقد وصفهم ماركس “ببقايا امة من مخلفات التاريخ” وكتب لينين متهكما على البوند حي أكد لهم أن الأمة هي وجود أرض لشعب أي شعب له أرضه، وأما كاوتسكي فقال لهم بما معناه: إذا أقيمت لليهود دولة فمصيرها مرتبط ببقاء الاستعمار في المنطقة، وهذا بالمناسبة كرره زبجنيوبريجنسكي بعد هزيمة الكيان عام 2006 على يد حزب الله.
لذا، يا استاذ أنا انقد ولا اعتدي على الشيوعيين وغير الشيوعيين في “بلادكم” الذين يعتبرون فلسطين أرض لغير شعبها. ولكي نحترم القارئة/رىء: هل يمكن لحزب راكاح أن يعلن اليوم: “إن فلسطين أرضا عربية والكيان الصهيوني غير شرعي ويعتذر للشعب العربي وخاصة للفلسطينيين عن الاعتراف بالكيان” . قد تقول لي: “سلطة الحكم الذاتي لم تفعل ذلك”. صحيح، ولكن أنا لست معها ولا منها.
ليس أسهل لمن يرفض النقد  ويخشى النقد الذاتي من أن يتهم الآخر بأنه متزمت، متجني، متخشب…الخ. لكن ما يحسم هنا هي القضية قيد النقاش
ذات مرة كتب لي صديق تونسي يقول: “اليسار هنا يقولوا انك لا يمكنك الكتابة في الأدب” !!! كتبت له المهم  ما يقولوا أني لا أؤمن بالحب
ولكي يستقيم الحوار، أنا لم أقرأ ولم أسمع نقداً من راكاح لأيمن عودة، كما انم لم تقدم هذا توثيقا، وقول عودة أن ما قاله جرى تشويهه وأنه سيطالب بتصحيحه، فحبذا لو توفر هذا للقراء. وهنا أن لا آمرك، فلو كان النقاش داخليا بيننا لما طلبت هذا علانية منك، أما وانك كتبته للناس فمن حق الناس الاطلاع.
ومع ذلك، فما نقدت أنا عودة به أي ما قاله  في “مسارات”  فأين موقف راكاح منه؟ وحين توضح للناس ذلك بشكل يقنعهم، ببساطة يصبح النقد ضد عودة ومن يتفق معه. ولعلمك، ليست مهمتي التضاد مع راكاح، فهذه صنعة لغيري.
أما قولك أن ما أوجهه “… ضد راكاح تدخرونه ضد عملاء الإمبريالية والإمارات (البريطانية المتحدة . ع.س) فأتمنى أن لا تدخرونه ابداً. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن حزبا “شرعيا” في كيان صهيوني وغاصب، هو حزب صهيوني. ومع ذلك أحيل القارىء على كتابات: جورج كرزم وسليمان بشير وحتى على ما تسمى “وثيقة الاستقلال-الصهيوني التي وقع عليها أحد قادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي ماير فلنر.
لا أعتقد أن علي دحض ما تقوله عن نضالات” راكاح، كما ليس علي قبولها كلها، فهناك نضالات الجبهة الشعبية وحركة الأرض وروايات منصور كردوش وصالح برانسي وأحمد حسين، وأبناء البلد…الخ. ولكن أوجز ذلك في جملة: “هناك فارق بل فالق بين من “يناضل” من داخل البنية السياسية  للكيان ومن يناضل رافضا البنية السياسية بل الاستيطانية للكيان. بين من “يناضل” مُقرّأً بوجود الكيان كصاحب حق وبين من يعتبر الكيان اغتصاباً
أعجبني قولك استاذ عصام:
“…  كما أن من حقي أن أرفض نهج عادل سمارة واستراتيجيته باعتبارها استراتيجية عبثية، تعرقل النضال الفلسطيني وتلبي لليمين الفاشي في إسرائيل كل ما يصبو اليه. ولكن ليس من حق وطني فلسطيني أي كان أن يشكك في دور الشيوعيين و يقعقع بالشنان لمواقفهم من القضية الوطنية ونهجهم الكفاحي الأممي المناهض للإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية وموقعهم من الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة حين صمت الآخرون أو عجزوا.
هنا لا بد لي أن أبتسم. لقد تذكرت من قولك هذا ما قاله غيرك من قيادات م.ت.ف ضدي قبل أن يغرقوا في أوسلو التي وافقتم عليها. لكن الشرفاء من بينهم في لحظة صفاء قالوا لي: “كنا نعتبر نقدك متطرفاً، فإذا به أقل من اللازم”.
أرجو أن تسمعني بهدوء: إن اي نضال أممي وضد الإمبريالية والرجعية العربية، واضيف لك عليها الكمبرادور، طالما من إطار الاعتراف بالكيان الصهيوني هو نضال عقيم وممتع للثورة المضادة لأنه تغنيج” في حضنها
وها نحن نشهده اليوم بعد تطبيع الإمارات، جميعه من تحت إبط الرضى الصهيوني لأن التناقض ليس على المحتل 1967، ولا على حقوق عرب النقب مع أهمية حقوقهم، بل التناقض تناحري كما تقول مقولات الماركسية نفسها. وهو تناقض يتجاوز الانحصار في  حق العودة: لأنه مستحيل بدون التحرير
أمس كان مؤتمر الفصائل الفلسطينية تجاه العدوان الإماراتي ضد وطننا وشعبنا، وكان المؤتمر ضمن ما تسمح به الثورة المضادة. يرضيك هذا لا شك، لكنني كمواطن أرفضه.
حبذا لو تفكر اكثر في عدم استخدام العِدَّة القديمة التي تعتبر الجماهير مُصيبة بمعنى أنها دائما  لا تخطىء ، فهي أحيانا “مُصيبة” بمعنى كارثة. لذا، فالنسبة التي تذكرها 70 بالمئة مع الانتخابات، لا ادري مدى دقتها ولكن حتى لو 80 بالمئة فهي تنحر ذاتها.
جميل قولك ” المطبّعين الحقيقيين الذين يعج بهم سوق النخاسة العربي في هذا العصر“.
هناك، في الوطن العربي تطبيع رسمي، سواء من البرجوازيات الكمبرادورية أو الطفيلية أو الريعية أو الكيانات التي سكانها 80 بالمئة منهم ليسوا عرباً وهؤلاء عملاء بلا مواربة. ولكن تطبيع الفلسطيني باعترافه بالكيان هو فراخة التطبيع الرسمي العربي، والذي نعم أسس له راكاح ومن ثم تهاوى فيه كثيرون .
لذا، فإن خروج اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف من هنا من تحت إبط العدو إلى الخارج هو رفض التطبيع وهو الذي ، على الأقل، سيحرج المطبعين عرباً أو يكشف جريمتهم
فالتحدي التصفوي اليوم يشترط ردا حقيقيا بأن نتخندق في محور المقاومة ولتبقى هنا سلطة الحكم الذاتي بكل بنيانها إذا سمح لها العدو الذي أنتم في برلمانه.
لست متفائلا بإفراط ولست متشائماً بإحباط يا استاذ عصام، ولكن من أين “دحشت لأنني أطالبكم في المحتل 48 بتحرير فلسطين! ألا تلاحظ بأنك منفعلاً! تحرير فلسطين مشروع طويل وعروبي لا إسلامي ولا أممي كما يزعم البعض . ولذا اصر ان التناقض عربي صهيوني. ما أتمناه من شعبنا في المغتصب 1948 هو الكفر بديمقراطية الصهيونية
إلى أن تضيف:
“… فهل يريد عادل سمارة ان يقول، إن إسرائيل هي المعنية بالمسرب الباهت الضيق الذي يؤدي الى حل الدولتين، أو حل الدولة الواحدة لولا ان حركة البلد المدعّمة بـ”حركة كفاح” تمنعان هذا المنزلق؟!
لا يا سيد، لا يريد عادل سمارة أن يقول هذا ولا معنى لتقويله هذاالكيان يا استاذ وصل أربيل، فهل سيعطي أحد هنا شبراً!  بل إن العدو يرفض حتى دولة مع المستوطنين التي ينادي بها د. يحيى غدار من لبنان و أُحاكم لأجل صرخته هذه!
أما هزئك بأبناء البلد  وكفاح (قولك جحافل)  فأعتقد أنه لا يليق لا بك ولا بهم. كما لا يليق بك الهروب من تقصير راكح بالزعم أنني انسب له تعثر التحرير. ما كان يجب أن تهبط بالنقاش إلى هنا. ولا شخصنة، وكما تعرف ليس اسهل للهروب من المنطق من الذهاب إلى المناكفة.
توجهات مرجعية:

 عادل سمارة: الاقتصاد السياسي والطبقة، منشورات بيسان ، رام الله 2016. صدرت الطبعة الثانية عن دار فضاءات –عمان
– عادل سماره:تحت خط 48: عزمي بشارة وتخريب النخبة الثقافية – منشورات مكتبة بيسان بيروت 2015 ومنشورات جت المثلث فلسطين المحتلة 48 ، 2016
– عادل سماره: ظلال يهو-صهيو تروتسكية في المحافظية الجديدة. منشورات مركز
المشرق/العامل للدراسات الثقافية والتنموية رام الله  2015
–  عادل سماره: دفاعاً عن دولة الوحدة: إفلاس الدولة القطرية.  رد على محمد جابر الأنصاريمنشورات دار الكنوز الادبية، بيروت 2003ومركز المشرق/العامل 2004
كيف يمكن أن يصل النقاش اليوم في ظل أخطر هجمة على قضية الشعب الفلسطيني منذ النكبة الى هذا الدرك، والى تحميل راكح المسؤولية عن تعثر تحرير فلسطين؟
هل انتهى الأعداء والمتآمرون الحقيقيون على الشعب الفلسطيني؟
قليلا من التروي قد يحفظ ماء الوجه وقد يمنع الانزلاق!
هوامش
*راكح: القائمة الشيوعية الجديدة، هو اسم حزبنا الشيوعي بعد انقسام الحزب الشيوعي الإسرائيلي عام 1965
**العاشور- الذكرى العاشرة لنكبة الشعب الفلسطيني وإقامة إسرائيل
■ ■ ■

عادل سمارة – بين عقدة أوديب وعقدة راكح!
عصام مخول
4/9/2020
المصدر: صحيفة الاتحاد

عادل سمارة – بين عقدة أوديب وعقدة راكح!| عصام مخول

نوع من الود غلب على العلاقة التي ربطتني بالدكتور عادل سمارة، “المثقف المشتبك”، كما يحب أن يعرّف نفسه والمستند الى الفكر الماركسي. وكانت قد جمعتني معه غير مرة منصات الحوار والنقاش في الفكر والسياسة والاقتصاد، كان آخرها في بلدة المعصرة قرب بيت لحم والتي استضافت قبل سنوات قليلة ندوة واسعة تناولت العدوان الإرهابي المعولم على سوريا، وكانت اولى هذه الحوارات على منصة المؤتمر السنوي لمعهد ماس في رام الله – “الاقتصاد الفلسطيني – أربعون عاما على الاحتلال” في نوفمبر 2007.

وكان د. سمارة قد شارك في المؤتمر معقّباً على الورقة التي قدمتها. وعند دخولي الى قاعة المؤتمر بادر أحد الأصدقاء الى تقديمنا أحدنا للآخر، فرد عادل سمارة: “نعم أعرفه، إننا متحدّرون (فكريا –ع.م) من جدٍّ واحدٍ”.. وقد أعجبتني فكرة الجد الواحد، لأنها تترك مساحة كافية للاختلاف في الرأي والتحليل من جهة، وللالتقاء والبحث عن شرش فكري مشترك تمتد جذوره الى كارل ماركس من الجهة الأخرى، ولكنها بالمقابل تفتح مسربا للغوص في تقليب منابع العداء غير المبرر الذي يكنه عادل سمارة للحركة الشيوعية في بلادنا، ورغبته الجامحة في “الانتقام” من “راكح”*، انتقام أوديب من “أبيه”، وإن شئتم من ابن جده في حالتنا ما دمنا نتحدّر من الجَدّ نفسه!..

وبالرغم مما كنت أعتقد دائما، من أن المواقف الفكرية والسياسية المتزمتة من شأنها أن تشل السياسة وأن تشل قدرة السياسي و”المثقف المشتبك” على التعامل مع الواقع والتأثير عليه، وأن تحد من قدرة “المثقف المشتبك” على التعامل مع من يفترض أن يكونوا نزلاء الخندق الواحد، إلا أنني بقيت متابعا لتحليلات عادل سمارة وكتاباته بما فيها تلك المتجنية، بحثاً عن عظام “جدنا المشترك” وهي مهمة ليست سلسة ولا منعشة دائما في أقل تعبير.

كيف صارت مناقشة تصريحات عودة حرباً شاملة على راكح؟!

وعلى الرغم من أن راكح لا هو في العير ولا في النفير من حيث موضوع النقد الذي يوجهه عادل سمارة الى تصريحات النائب أيمن عودة في ندوة “مسارات” موضوع مقالته في “نشرة كنعان” الالكترونية (29.8.2020) ، الا أن مقالة سمارة في جوهرها تشكّل قبل أي شيء آخر، هجوما شاملا ومنفلتا على راكح وافتراء غير مبرر لا يمت الى فكر الحزب ومفاهيمه وسياسته بشيء، خاصة وأن أعلى هيئات الحزب الشيوعي (راكح) كانت قد سبقت عادل سمارة الى مناقشة تصريحات النائب عودة مباشرة في لقاء مع نواب الجبهة في الكنيست، وتحفظت على ما نسب اليه من تصريحات بشأن التوصية على غانتس، وكان رد النائب عودة بأن أقواله قد “نقلت محرّفة ومشوّهة وخارج سياقها وأنه سيطالب بتصحيحها”.

وقد يكون عادل سمارة يعرف، أو لا يعرف أن أيمن عودة لم يكن في يوم من الأيام منظما في راكح او الحزب الشيوعي لا في قيادته ولا في كوادره، وهو ليس منظما اليوم أيضا في هذا الاطار. لكن عادل سمارة لا يسمح لحقيقة كهذه أن تحرمه من رغبته الجامحة التي لا يستطيع التحكم بها، في استغلال ما يعتقده فرصة لكيل التهم الممجوجة بحق راكح والحركة الشيوعية في بلادنا، ورميها بنعوت نحتفظ بها عادة لمقارعة عملاء الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية في الماضي كما اليوم تماما في هذا العصر “الاماراتي” الموبوء، وكان حريا بـ”بمثقف مشتبك” من منطلق الحرص على مصداقيته الفكرية، أن يعرض بأمانة مواقف راكح والوثائق التاريخية المؤسسة فيما يخص دور راكح وعصبة التحرر الوطني في أعقد الظروف وفي أعتى الساحات السياسية، وكان حرياً به أن يميّز، وهو “المثقف المشتبك” بين صنّاع معركة البقاء الفلسطيني الشامخ في هذا الجزء الذي قامت فيه إسرائيل، وبين من يساومون على هذا البقاء ويطعنون القضية الفلسطينية في الظهر وفي القلب، بين بناة آليات المواجهة مع الامبريالية والصهيونية في عقر بيتها، وبين مجموعات “العرب الصالحين” (أمريكيا وصهيونيا) على الساحتين العربية والفلسطينية وعلى ساحة الجماهير العربية في إسرائيل سواء بسواء.

كان حرياً بـ”مثقف مشتبك” أن يتروى قليلا قبل أن ينفلت على راكح، وقبل ان يصور راكح وقادته العرب ورفاقهم اليهود الامميين عدوا للشعب الفلسطيني. ولو أنه تروّى، كان سيكتشف أن هؤلاء الشيوعيين هم بناة عصبة التحرر الوطني منذ العام 1943، ومفجرو أدب المقاومة، وقادة معركة البقاء في الوطن، وممزقو القناع عن مجزرة كفر قاسم الرهيبة، ومفجرو اول انتفاضة فلسطينية في وجه مؤسسة التدجين الإسرائيلية، التي حاولت ان تفرض على جماهيرنا الاحتفال بـ”العاشور” لاستقلال إسرائيل** في أول أيار 1958، فما لبثت أن تحولت الى حرب شوارع في الناصرة وأم الفحم وحواريها مخلفة مئات الجرحى من جماهير شعبنا المنتفضين بقيادة “راكح” ومئات المعتقلين.

 إن قادة “راكح” العرب، الذين يستهدفهم “المثقف المشتبك” هم وليس غيرهم، من خطط وقاد الانتقال بهذا الجزء من شعبنا الفلسطيني من نفسية النكبة، الى نفسية الصمود والتصدي، من نفسية الإحباط والعجز الى نفسية المواجهة مع الفكر والممارسة الصهيونية والحكم العسكري حتى إسقاطه، وهم قادة ومجترحو مأثرة يوم الأرض الخالد في الثلاثين آذار 1976، وهم مجترحو مخيمات العمل التطوعي في ناصرة توفيق زياد، التي صقلت نموذجا لوحدة فلسطينية شاملة، مجبولة بالعطاء والتحدي وكنس عملاء السلطة كما تكنس شوارع الناصرة، مطعّمة بالفكر الثوري والنهج التقدمي من أعالي الجليل الى كروم الخليل ومخيمات غزة..

إن هذا الجزء المتميز من الشعب الفلسطيني الباقي في وطنه، والذي يصر عادل سمارة على انهم “عرب الـ 48” هم في الحقيقة ليسوا “عرب النكبة” المتخلفين عن ركب التشرد بل نقيضها، إنهم عرب 30 آذر 1976، الذين بالتفافهم حول استراتيجية راكح في الصراع القومي داخل إسرائيل، جعلوا من استراتيجية الحزب استراتيجية شعب يبني وعيه ويدافع عن كرامته وعن أرضه وبقائه الشامخ.

وإن كان سمارة يصر على أن يعرّفنا بـ”التواريخ والأحداث المفصلية” التي يلصقها بنا، فنحن عرب وثيقة السادس من حزيران 1980 التي أطلقها راكح وليس غيره، لتكون قاعدة ومنطلقا للفكر السياسي (المشتبك حقيقة) لهذه الجماهير، يتعمّق تمسك الناس بها كلما تعمّق تصعيد المؤسسة الحاكمة في إسرائيل لسياسة القمع والترهيب بهدف سلخ الجماهير العربية المواطنة في إسرائيل عن معركة شعبها الوطنية التحررية الكبرى وعن انتمائها لشعبها ووطنها، وفي القلب من هذه الوثيقة صاغ الحزب الشيوعي الموقف الراسخ: “نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا غير هذا الوطن”.. “حتى لو جوبهنا بالموت نفسه فلن ننسى أصلنا العريق.. نحن جزء حي وفاعل ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني”.. وجزء من المعركة على تحرره واستقلاله الوطني.. وتلقفت الجماهير هذه الوثيقة والتفت من حولها بشكل شامل أرعب المؤسسة الإسرائيلية، فقام رئيس حكومة الليكود الأولى ووزير امنها مناحيم بيغن بإصدار امر عسكري يحظر انعقاد المؤتمر، ويحظر تداول هذه الوثيقة ويخرج اللجنة التحضيرية للمؤتمر برئاسة إميل توما خارج القانون ويفرض على قادتها أوامر الإقامة الجبرية لأشهر طويلة.

الخلط بين الطبيعي والتطبيعي!

إن من حق عادل سمارة ألا يقبل بطروحات راكح، ومن حقه أن يرفض استراتيجية النضال السياسي الذي قاده هذا الحزب، تماما كما أن من حقي أن أرفض نهج عادل سمارة واستراتيجيته باعتبارها استراتيجية عبثية، تعرقل النضال الفلسطيني وتلبي لليمين الفاشي في إسرائيل كل ما يصبو اليه. ولكن ليس من حق وطني فلسطيني أي كان أن يشكك في دور الشيوعيين ويقعقع بالشنان لمواقفهم من القضية الوطنية ونهجهم الكفاحي الاممي المناهض للإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية وموقعهم من الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة حين صمت الآخرون أو عجزوا.

من حق عادل سمارة ان يعارض المشاركة في الانتخابات البرلمانية في إسرائيل، ولكن ليس من حقه أن ينعت الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل الذين يشاركون في الانتخابات بنسبة 70 بالمئة ويستعملون البرلمان الإسرائيلي ساحة مركزية للصراع وتفجير التناقضات مع النظام الحاكم، بأنهم “يطبّعون مع إسرائيل” بما يوحي به ذلك من خلط للمفاهيم، وافتراء بائس على وطنية هذه الجماهير.. ويصبح هذا الخلط في جوهره تبريرا لخيانة المطبّعين الحقيقيين الذين يعج بهم سوق النخاسة العربي في هذا العصر.

بطبيعة الأمر، الجماهير العربية الفلسطينية المواطنة في إسرائيل وقواها السياسية وفي طليعتها راكح ليست مرشّحة “للتطبيع” مع إسرائيل ولا ينطبق عليها هذا المفهوم، ولو من باب أن وجودها في وطنها الذي لا وطن لها سواه هو أكثر الأمور “طبيعية” في المشهد القائم في إسرائيل. هذه الجماهير مواطنة في إسرائيل بفعل علاقتها بوطنها. مواطنتها ليست مكتسبة من إسرائيل، وانما متأصلة في انتمائها الى وطنها وفي بقائها فيه وتشبثها بحقها بالتطور فوق أرضه. وعلى نقيض مسار النكبة فإن مواطنتها مشتقة من بقائها.. فما الذي يأخذه علينا عادل سمارة؟!، هل يأخذ علينا أننا “طبّعنا” حياتنا في إسرائيل بدلا من أن نحرر فلسطين!؟ ألا يرى صديقي المثقف المشتبك أن إسرائيل ليست معنية أصلا بالتطبيع مع مواطنيها الفلسطينيين العرب، بل تخطط لتدجينهم ولتنفيذ ترانسفير سياسي وربما جسدي، يخرجهم خارج دوائر التأثير والمواطنة تماما كما يريد عادل سمارة؟!

لقد لفت د. سمارة الى النموذج الذي يدعونا الى السير في ركبه فيقول: “هذا الحزب (راكح ) هو من جر مختلف القوى السياسية الفلسطينية داخل المحتل 48 إلى موقفه السياسي من الإقرار بأن المحتل 1948 هي أرض إسرائيل وبها رعايا عربا وذلك باستثناء حركة ابناء البلد ومؤخرا حركة كفاح”.. ويضيف: “كل هذه المقدمات كانت وستبقى ليؤكد هذا الحزب (راكح ع.م) موقفه ضد تحرير فلسطين ومن ثم تسهيل زج القضية في مسرب ضيق باهت هو: حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، وهما مُجانبة واضحة لتحرير الوطن المغتصب، اي تثبيت وشرعنة الكيان الاستيطاني”..

فهل يريد عادل سمارة ان يقول، إن إسرائيل هي المعنية بالمسرب الباهت الضيق الذي يؤدي الى حل الدولتين، أو حل الدولة الواحدة لولا ان حركة البلد المدعّمة بـ”حركة كفاح” تمنعان هذا المنزلق؟! أليس في هذا تبرير لسياسة الرفض والتعنت الإسرائيلي وإيهام بأن إسرائيل “صفقة القرن” و”إسرائيل قانون القومية” هي المعنية بحل الدولة او حل الدولتين؟!..

وهل هو يريد أن يقول بذلك،إن موقف “راكح” هو الذي يعيق تحرير الوطن المغتصب؟ وهل يوحي عادل سمارة هنا، أنه لو تحركت جحافل أبناء البلد، وعلى الأخص لو تحركت جحافل حركة “كفاح” التي يكاد لا يسمع بها أحد، لتحرير فلسطين، فإن فرق الشبيبة الشيوعية ستنتظرهم على الحدود لتعيدهم أدراج الرياح مهيضي الجناح؟!

كيف يمكن ان يصل النقاش اليوم في ظل أخطر هجمة على قضية الشعب الفلسطيني منذ النكبة الى هذا الدرك، والى تحميل راكح المسؤولية عن تعثر تحرير فلسطين؟

هل انتهى الأعداء والمتآمرون الحقيقيون على الشعب الفلسطيني؟

قليلا من التروي قد يحفظ ماء الوجه وقد يمنع الانزلاق!

//هوامش

*(راكح: القائمة الشيوعية الجديدة، هو اسم حزبنا الشيوعي بعد انقسام الحزب الشيوعي الإسرائيلي عام 1965)

**(العاشور- الذكرى العاشرة لنكبة الشعب الفلسطيني وإقامة إسرائيل)