الأخبارالأرشيف

نتنياهو يعلن دون أن يعلن ضم الضفة! – عبداللطيف مهنا

أأطل الصهيوني الأميركي جاريد كوشنر، صهر ترامب والمكلَّف بشؤون وشجون “صفقة قرنه”، جائلاً على عواصم المشاركة العربية الرسمية في تصفية القضية الفلسطينية، العلنية، أو محطاتها المعلنة راهناً على الأقل، القاهرة، الرياض، أبو ظبي، المنامة، عمَّان.. أم غادرهن..

وجزم مبعوث التصفية الأميركي الصهيوني جيسون غرينبلات، وبالأميركي الفصيح، وثنَّى على ما تفضَّل به السفير “المستوطن” الصهيوني الأميركي لدى الكيان الصهيوني ديفيد فريدمان، بأن النسخة التصفوية الترامبوية النتنياهوية في “صفقة القرن” في جانبها السياسي، إن هي أُعلنت بعد اتمامها وبقيت من ضرورة لإعلانها، قد تجاوزت ضوئياً خرافة “دولة فلسطينية” ولم يعد فيها من مكان لوهمها الأوسلوي.. أم هما لم يفعلا
وإن غطَّي الاحتلال قرار تشييد ستة آلاف وحدة سكنية لمستعمرية فيما تدعوها “اتفاقية أوسلو” المنطقة ” c” بمنح 715تراخيص بناء للفلسطينيين في ذات المنطقة.. وتبعها زيارة نتنياهو لمستعمرة افرات في تجمُّع “كفار عتسيون” بين الخليل وبيت لحم” واعلانه عن العمل على تشييد ألف وحدة سكنية مضافة فيها، ومخاطبته لرئيس مستعمريها مطمئناً: “ما تقومون به هنا يبقى للأبد”، وتعهَّد لهم بعدم إزالة إي عمل “استيطاني” أُنشأ في الضفة.. أو هو فاجئنا بجديد في متوالية مستجداته التهويدية المستدامة بما ينسينا مذبحة منازل حي الحمُّص في بلدة صور باهر المفدسية..

كل هذه هي أمور لا تعدو تفاصيلاً تصفوية في سياق حراك تاريخي لاستراتيجية صهيونية استعمارية غربية لم ولن تتبدَّل منذ أن كان الصراع: نكبات ونكبات، ومناورات ومؤامرات، ترفدها إيهامات تصفوية حتى تحقيق مقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا وطن”.. وإلى أن يأتي يوم الترانسفير..
الجديد كان أن انهزاميينا قد رفدو هذه الاستراتيجية قبل ربع قرن من الزمن بتخليهم عن 78 من من فلسطين باعترافهم بالكيان الاستعماري الاستيطاني الإحلالي في فلسطين المحتلة واعتبار ما تبقَّى أراض متنازع عليها، وليس هذا فحسب، بل فتحوا الباب “عل الميلين” وفق التعبير الشعبي لانهزاميي التحلل ونفض اليد من قضية الأمة العربية المركزية في فلسطين.. وفتحوه للتطبيع حد التهافت وحتى التحالف مع عدو الأمة التاريخي في آخر أخس طبعاته وفق النسخ الخليجية المشينة والمخزية والمسوَّقة صهيونياً.. لزمن باتت فيه خيانة هذه الأمة من قبل أنظمتها ونخبها مجرَّد وجهة نظر!!!

وهذا الجديد أفضت تداعياته لمستجد بدأ بإهداء ترامب القدس لصهاينتة عاصمةً أبدية، وهذا بدوره إلى حيث ما انفك من قبل ومن بعد من حراك أميركي عربي يعمل فيه كوشنر وغرينبلات وفريدمان مع عواصم تصفية القضية العربية في القطريات العربية لإكمال انجاز “الصفقة” الترامبوية المُغْفلة حتى تنجز التصفية وتعلن بإنجازها عن نفسها، والتي لحمتها وسداتها ليست سوى وفق ما تحوكه يد نتنياهو بأنامل حائكه رون درايمر سفيره في واشنطن.. والمستجد هذا يستحثة بازاري استحقاقين انتخابيين قادمين في كل من واشنطن وثكنتها العضوية المتقدمة في فلسطين.

.. في “افرات”، اعلن نتنياهو ضمناً ضم الضفة للكيان.. ما تبقى من أوسلو هو ما ارادته وآلت إليه مسيرة أوسلو: مستوطنة “التنسيق الأمني” في “المقاطعة” لخدمة أمن الاحتلال، والمسماة تجميلياً “الحكم الذاتي الإداري المحدود”.. “صفقة القرن” إن عُقد بازارها فللدردشة لا أكثر حول تعريف آخر نسخ مسخ هذا المحدود والذي لن يرتقي ل”روابط القرى”..

لا تنتظروا من سلطة “التنسيق الأمني” أكثر من قول ما قالته من أن “الاستيطان غير شرعي”.. ولا أن تحل نفسها، أو تلغي اوسلوا. هذا ليس في مقدورها ولا هو في واردها.. بل توقَّعوا منها ولا تستغربوه لو انها نقلت مفهومها ل”مقاومتها الشعبية” إلى النضال في سبيل المساواة مع المستعمرات التي يطالب الوزير بتسيئيل سموطريتش زعيم حزب “الاتحاد القومي” بفرض السيادة رسمياً وليس فعلياً فحسب، أو كما فعل نتنياهو، على المنطقة”c”.. قلناها وسنظل نقولها، لا من خيار سوى، حيَّ على المقاومة..

 

نتنياهو يعلن دون أن يعلن ضم الضفة!

عبداللطيف مهنا