الأرشيفوقفة عز

نهاية ثورة نخرها سوس الثروة وفساد القادة وقلة حيلة الشرفاء فيها…

من بيروت المحاصرة إلى أوسلو وواشنطن وسلام الشجعان المضلل …
نهاية ثورة نخرها سوس الثروة وفساد القادة وقلة حيلة الشرفاء فيها…
بقلم: نضال حمد

بيروت الغربية عين على الجنوب وأخرى على الميناء حيث تنتظر سفن الغرب والغرباء…
غرب العاصمة كان الصمود وكانت الملاحم خلال 88 يوماً من الحصار والقتال بلا توقف.
في مثل هذه الأيام في الملعب البلدي قرب الجامعة العربية بالفاكهاني، وفي ميناء بيروت وعلى طول الطريق الى سفن النهايات، كانت بيروت الغربية تودع حُماتها من المقاتلين الفلسطينيين، المنسحبين منها الى المنافي الجديدة في دول العرب من المحيط الى الخليج، ينسحبون من المواقع والأماكن ولكنهم لا ينسحبون من قلوب وأفئدة الناس، فبيروت تعشق حماتها وحراسها، إن مات بعضهم ولد البعض الآخر من رحم المواجهة.. ولكن لكل بداية نهاية ومن النهايات تولد البدايات وتستمر المعركة أو تنتهي مرحلة من مراحل الثورة لتبدأ مرحلة جديدة.
مشوارنا الفلسطيني الثوري في لبنان ومخيماته كان عاصفاً ومثيراً دفعنا فيه أثماناً جسيمة ولحقت بنا خسائر كبيرة. قدمنا تضحيات أجسم من الجسيمة من تدمير الطائرات الحربية الصهيونية لمخيم النبطية وتهجير سكانه قبل بداية الحرب الأهلية اللبنانية الى حصار ومذبحة مخيم تل الزعتر بداية تلك الحرب… ثم وصولاً إلى مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا فيما بعد الانسحاب والرحيل عن بيروت، حيث تركت الثورة المخيمات عهدة وأمانة لدى الأمريكيين والفرنسيين ودولة لبنانية لا تشبه الدولة بشيء وكانت تحكمها الشياطين…
كانت تجربة بيروت وجنوبي لبنان تجربة ثورية عمت الوطن العربي من المحيط الى الخليج، ضمت كل ثائر وحر وشريف في هذا العالم. كما كانت ثورة مخيمات وشعب وملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين صمموا على التحرير والعودة إلى كل فلسطين.
ارتكب الفلسطينيون الأخطاء والخطايا لكنهم بنفس الوقت ساعدوا وانعشوا حياة الفقراء والمحتاجين والبؤساء والمستعضفين في بلد الجشع والسلب والنهب والفساد بكل أشكاله.
كانت الثورة ضحية الفساد في داخلها والعداء من خارجها …
وضحية عدم جدية قيادتها السياسية وتلبية طلبات الدول التي تدفع مساعدات مالية مثل مشيخات الخليج وقائدتها السعودية.
كانت الثورة في البدايات ثورة فعلية ثم تحولت الى ثروة لبعض الزمر والمجموعات والفئات التي تسلقت على التضحيات وعلى أضرحة وشواهد قبور الشهداء.
في بيروت كتب الكتاب والشعراء والأدباء والصحافيون والاعلاميون العرب بالدم لفلسطين وللوطن العربي الكبير. استشهد بعضهم وكانوا وكن من الجنسين، من الذكور والإناث، فثورة شعبنا لم تكن تفرق بين الجنسين، كانت ثورة محدثة وتحمل أفكاراً تحررية وتقدمية وعلمانية.
في بيروت كتب ثوارنا بالدماء ملحمة غرب العاصمة وأتمموا رسالة الجنوب ومخيماته ثم مضوا إلى المنافي وجهتهم فلسطين التي للأسف جغرافياً غدت أبعد وأبعد وأبعد.
القيادة المتنفذة في المنظمة قالت إنها خارجة من بيروت لكي تتجه إلى فلسطين. كانت كلمات “أبو عمار” قوية على مسامع الناس والصحافيين في ذلك اليوم الحار من شهر آب اللهاب. تذكروها الذين سمعوها في بيروت في آب أغسطس 1982 وتذكرناها بعد أكثر من 10 سنوات من الرحيل عن بيروت، عندما بدأت القيادة تلك الحوار مع العدو وفيما بعد الوصول لاتفاقية العار في اوسلو. ثم بعد توقيع اتفاقية اوسلو واعلان المبادئ – غزة وأريحا وأولاً- في واشنطن بعرس استسلامي مهين ومعيب حضره عرابو الاستسلام والخيانة من الحكام العرب. نفس قادة العدو ظنوا يومها ولكثرة التنازلات الفلسطينية بأن قيادتنا الفلسطينية إصولها يهودية.
بعد عرس “غزة وأريحا أولاً” عادت قيادة القرار المستقل والخيار الوطني الفلسطيني إلى فلسطين المحتلة. نعم عادت ولكن تحت هيمنة وسيطرة وقرار الاحتلال ومن خلال التنسيق الأمني معه يعني العمل ضد شعبهم وقضيتهم ومناضليهم. ولاوزلنا لغاية اليوم ندفع فواتير سياسة تلك القيادة التي ذهبت الى العالم الآخر تاركة خلفها جزم المراحل التي كانت تستخدمها في سياساتها. والآن نحن نعيش في ظل حكم الاحتلال بالجزم المتنفذة.
أيها الفلسطينيون والعرب ومحبي فلسطين في كل مكان من هذا العالم الشاسع!
هكذا انتهت قصة الرحيل عن بيروت سنة 1982، انتهت في اوسلو وواشنطن سنة 1993. وفي سلطة الحكم الذاتي المحدود والجبن السويسري والتنسيق الأمني مع العدو والاحتلال.
نضال حمد
٢٣-٨-٢٠٢٣
موقع الصفصاف – وقفة عز
❤️🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
❤️❤️🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
❤️❤️❤️🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
❤️❤️❤️❤️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️
❤️❤️❤️❤️❤⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️
❤️❤️❤️❤️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️⚪️
❤️❤️❤️💚💚💚💚💚💚💚💚💚
❤️❤️💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚
❤️💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚

‎‏#nidal_hamad
‎‏#hamad_nidal
‎‏#مجموعةنضاليات ‎‏#nedal_hamad ‎#ذاكرةأهل_الصفصاف