الأرشيفعربي وعالمي

هل لإيران عملاء فلسطينيين وعرباً! – عادل سماره

هل لإيران عملاء فلسطينيين وعرباً!

سؤال حامض 2666:
عادل سماره
مدخل: حينما كنت في الثالث الثانوي، كان معلم يوزع اوراق إمتحان.نادى إسم (أ) ، فنهض (ب) لاستلام الورقة، فقال المعلم: لِ (ب) لماذا أنت، فرد ثالث وهو أيضا طالب في الصف هو عصام الرمحي مازحاً وقال::يااستاذ (ب) بيشتغل عند(أ) “
منذ فترة وأنا أُشدِّد وأُركِّز على البعد العروبي وحتيمة النهوض العروبي ليكون لنا موقعنا المناسب عالمياً وخاصة حقنا في ثرواتنا. ولاحظت أنني صرت هدفاً لمتعدِّد وطبعاً انا لا اتراجع.
وخلال ذلك، كتبت بعض النقد لإيران وبعض الدفاع عن العراق وعن إستغلال إيران للعراق وخاصة مع سلطة عراقية هي امريكية بلا رتوش وكتبت أن اساس الصراع هو دعوة الخميني لتصدير الثورة وبأن من بدأ الحرب ليس أساس المشكلة مع انني مقتنع ان إيران بدأت حيث قصفت طائرة إيرانية مواقع عراقية واسقطها العراق واسر الطيار، ومع ذلك فاساس الحرب هو تصدير الثورة بغطاء ديني جوهره طائفي وقلت من حق إيران ان تكون لها سياسة جيوبوليتيك أي هيمنةإقليمية ولكن من حقنارفض ذلك. . ولم أُنكر مساهمة إيران في دعم المحور ماليا وسلاحاً. وباختصار قلت دائماً لست ضد إيران إلا بمقدار كونها ضد العرب.
ما فاجئني أن لم يرد أي إيراني بل إن صديق إيراني كتب لي “يا ريت ما ترسل لي مقالاتك” وهذا شكل مؤدب. ولكن الذين ردوا فلسطينيين وعرباً وأغلبهم يسار أو ماركسيين أو قوميين دفاعاً عن إيران وهجوما على العرب بأنه لا يوجد مشروع عربي. ولنفرض لا، فهل إيران هي مشروعنا! بل ووصل بعضهم لاتهامي أنني ضد الدين! وخاصة أنني أكتب ضد إرهابيي الدين السياسي لأنني أفصل بين الدين السياسي الذي يختطف القرآن كدستور لحزب وبين الدين الإيماني، وتحديداً حين كتبت مقالاً بعنوان : “ماذا لو انتصرت عائشة على علي” والمقال واضح بمعنى كيف كان سيصبح وضع المرأة العربية لو انتصرت عائشة.
وعليه قامت القيامة وخاصة من ماركسيين: كيف تقارن عائشة بعلي!!! يا لطيييييف، وما المشكلة. لا أعتقد أن هؤلاء مدفوعين بمحبة الإمام علي، بل بالفزع بانه إذا “زعلت/غضبت إيران بيموتوا العرب” الله لا يبارك في أمة تموت لأن أخرى لم تحميها! ما هذا التهافت! منذ آلاف السنين والناس تناقش وتتجادل في وجود الله!

لاحظت من ذلك أنهم مرتعبين من أي تلميح نقدي على إيران وكتب بعضهم:
أصلا لا يوجد مشروع عربي.
لولا إيران لضاعت سوريا
لولاإيران لضاعت فلسطين
لولا إيران لضاعت العراق
طبعاً ضحكت بالمطلق على العراق. لنفرض سوريا وفلسطين نعم، ربما، ولكن اين العراق!!!!هل يوجد عراق!!!
هذه أل (لولا) برايي بوضوح خلفها ما يلي:
إما أن هؤلاء لا تاريخا نضاليا لهم كاشخاص وبالتالي ينبهرون بإيران التي تبني بلدها وهذا حقها. ويكرهون النقد من شخص له تجربة ودور عروبيين.
والمضحك أن أحد عملاء محور ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة يتهمني بالتطبيع!!! ولهذاحديث.
وإما أنهم في تخليط بين الشيوعية والطائفية الشيعية.
وإما انهم يتعيَّشون من إيران.
وهذا أعاد لذهني عام 1958 حينما توحدت مصر وسوريا فأرسل الإمام البدر برقية لعبد الناصر تقول :”ضُمُّونا إليكم قبل أن تنفضُّوا”، وانضم اليمن بشكل كونفدرالي للوحدة. وحينما حصل الانفصال 1961 كتب الإمام البدر قصيدة هجاء لعبد الناصر وفك الوحدة!
المهم في الأمر أنه حينماقام الراحل عبد الله السلال بانقلاب وأزاح البدر وأعلن الجمهورية بدل الإمامه (إن لم أخطىْ 1961) أشعلت السعودية الحرب في اليمن داعمة الإمام البدر ضد مصر عبد الناصر داعمة النظام الجمهوري بقيادة الراحل عبد الله السلال.
حينها كانت القبائل تقول للإمام البدر:
“يا دِقيق/أي طيحن، يا بنجمهر/أي ننضم للجمهوريين”.
وهذا يبدو حال المتطوعين للدفاع عن إيران بكل العَمى.
لن يدرك هؤلاء أن لا دولة في العالم تدافع عن أخرى.
ومع ذلك لهم الحق في حتى الانتماء لإيران حتى طائفياً، ولكن ليس لهم الحق في التكفير بالعروبة ومحاولاتهم التأكيد بأن لا يوجد مشروعا عروبياً لأن معنى هذا: محظور العمل لبلورة مشروع عروبي. وهنا نقول لهم باللهجة اللبنانية: “لايا شبيييييب هيك كثيييير”!