الأرشيفوقفة عز

هنا مسموح وهناك ممنوع وفق الفيفا… – نضال حمد

لا يزال النفاق الاوروبي مستمراً ويتضح يوماً بعد يوم منذ نشوب الأزمة الأوكرانية، فسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الدول الأوروبية ليست جديدة. حتى المؤسسات الرياضية في دول مثل النرويج والدنمارك تطالب بمقاطعة روسيا رياضياً. هذا جيد لو أن هذه السياسة تُتَبَع مع كل الذين يعتدون أو يغزون أو يحتلون بلاد الآخرين، وفي حال لم تكن مسيّسة وموجهة ضد طرف معين وتستثني أطرافاً أخرى.

يجب تذكير النرويجيين والدنمركيين وكل الأوروبيين ومؤسساتهم الرياضية أننا في فلسطين المحتلة وفي لجان مقاطعة “اسرائيل” وفي حركة بي دي إس، في العالم أجمع، ونحن منذ عشرات السنين نطالبهم بفرض مقاطعة رياضية على “اسرائيل” إسوة بما كان قائما مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. هم أنفسهم الذين يعاقبون روسيا كانوا دائما يردون علينا أنه يجب عدم خلط الرياضة بالسياسة.

بعد عشرات السنين والتجارب مع هؤلاء المنافقين والمنحازين فهمنا أنه يمكن فرض حصار على دول بعينها مثلاً يوغسلافيا أو صربيا وروسيا، فيما لا يمكن فرض حصار وعقاب على “اسرائيل” بالرغم من استمرار احتلالها لفلسطين منذ 72 سنة… وارتكابها مئات المذابح والمجازر هناك. بالرغم من استمرارها في العدوان والغزو وقتل ومصاردة الأراضي والاستطيان الذي تعتبره الأمم المتحدة غير شرعي ولا قانوني وعدواني.

كل بضع شهور أو سنين تقوم “اسرائيل” بغزو قطاع غزة وقصفه وقتل وجرح آلاف المدنيين من بينهم مئات الأطفال الفلسطينيين. كما وتدمر المدارس والمستشفيات والملاعب ورياض الأطفال والحدائق والطرقات والمساكن والبيوت… لا أحد يدين ذلك أو يطالب بمعاقبتها ولا حتى مقاطعتها رياضياً. يتعجب بعض هؤلاء من مواقف بعض المواطنين العرب، الذين دمر الناتو واسرئايل بلادهم وأعادوها إلى العصر الحجري (العراق ليبيا اليمن سوريا لبنان وفلسطين)، يتعجبون حين يقولون أنهم يتفهمون غزو روسيا أو الأسباب  التي أدت الى غزو أوكرانيا. ولا يتعجبون من  وسائل الاعلام الأوروبية والصحافيون والاعلاميون الاوروبيون وهم يتسابقون على تبرير جرائم “اسرائيل” وشرعنتها واعطاءها ومنحها غطاءات قانونية. مثل مكافحة الارهاب والدفاع عن النفس. يعني من حق “اسرائيل” فقط ممارسة الارهاب بحجة الدفاع عن النفس وبدعم كامل من دول أوروبا وحلف الناتو والادارة الأمريكية.

ما هذا النفاق والانحياز والزيف والعدوان على الشعب الفلسطيني؟؟؟؟

الفيفا …

تسمح الفيفا للرياضيين بالتعاطف مع أوكرانيا، بينما سبق أن فرضت عقوبات على الرياضيين الذين تعاطفوا مع غزة بحجة خلط السياسة مع كرة القدم.

إنهم ببساطة لا يريدون إدانة العدوان “الإسرائيلي” والاحتلال والإرهاب في فلسطين. بالنسبة لهم فإن العدوان “الإسرائيلي” أو الأمريكي – الأطلسي (العراق، افغانستان، ليبيا، وسوريا… الخ) مسموح به ويعتبرونه شرعياً وقانونياً أما غزو آخر كالروسي لأوكرانيا غير شرعي ولا قانوني ومحظور وممنوع. بالنسبة لي كل غزو هو عدوان وغير قانوني ووحشي.

لست مع الغزو الروسي واحتلال أوكرانيا بالرغم من أن الأمريكان والناتو هم من ورطوا أوكرانيا مع الروس. أتضامن مع الشعب الاوكراني ولا يمكنني تأييد الحكومة الأوكرانية ولا رئيسها الصهيوني المعادي لفلسطين بكل قوة، وهو دمية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي و”إسرائيل”. ولا أناصر جيش أوكرانيا الذي ساهم في تدمير واحتلال العراق هو وجيوش أطلسية وأوروبية وغربية أخرى.

إن الاتحاد الأوروبي منافق إعلامياً وأخلاقياً وسياسياً ورياضياً. كما أنه يعمل موظفاً لدى الإدارة الأمريكية وفي خدمة الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”. فيما الإعلام الأوروبي كان ولازال متحيزاً ضد الفلسطينيين ويقف الى جانب دولة الاحتلال “الاسرائيلي” الارهابية.

نضال حمد

28-02-2022