وقفة عز

يوم العار العربي في غزة

 نضال حمد*

لغاية هذه اللحظة سقط أكثر من 210 شهداء و 500 جريح في سلسلة غارات مستمرة على قطاع غزة، استهدفت مقار القوى الأمنية والشرطة الفلسطينية. هذا يعني أن وزيرة كيان الاحتلال الصهيوني ليفني تنفذ تهديداتها التي أطلقتها من القاهرة عند لقاءها مع الرئيس المصري حسني مبارك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجيته أبو الغيط الذي وقف قربها بصمت يستمع لتهديداتها بسحق غزة وتدميرها.

استمع ابو الغيط كما رئيسه لليفني ولم ينبس بكلمة كأن غزة من كوكب آخر، وكأن مصر ليست أكبر دولة عربية. وفي الصمت إهانة لشعب مصر العظيم الذي قدم عشرات آلاف الشهداء في الصراع مع الصهاينة على أرض سيناء وفي فلسطين المحتلة.

إن قيام السلطات المصرية بفتح معبر رفح لإستقبال الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات رفح المصرية لا يكفي. فأستقبال الفلسطينيين موتى وجرحى يبدو أنه خير من استقبالهم معافيين.

فمصر لا تفتح المعبر للناس إلا عندما تسيل دماءهم… على كل حال إن صمت حكام مصر على تصريحات ليفني يدعو للشفقة على هؤلاء التابعين والمتخاذلين على أمتهم . الذين يُحاصرون القطاع ويَرفضون فتح معبر رفح الحدودي، ويُشاركون في حصار الشعب الفلسطيني وتضييق الخناق عليه. يُشاركون في الحصار مناصفة مع الصهاينة والأمريكان وسلطة محمود عباس الذي لا يمكن أن يمثل الشعب الفلسطيني ولا يصلح لأن يكون رئيساً لهذا الشعب المقاوم. لأنه بتصريحاته وسياساته ومفاوضاته العبثية مع الاحتلال لا يمثل وجهة نظر وموقف الشعب الفلسطيني المقاوم.

تأتي مذبحة غزة الشنيعة لتعيد خلط الأمور من جديد وكأننا أمام حملة سور واقي جديدة أو عدوان تموز 2006 جديد. حملة تدمير شامل وعدوان مستمر وضحايا بالمئات. فيما الصمت يلف مقار السلطة الفلسطينية في رام الله. باستثناء كلام دعائي أطلقه المهلرج الفاشل ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي مقتضب وسريع وقصير قال فيه” أن الدم ما بيصير ميه”. الدماء صارت أكثر من ميه وها هي تسيل بسبب تخاذلكم وتنسيقكم مع الاحتلال وعبثية مفاوضاتكم وعدم صلاحيتكم وصلاحية رئيسكم الذي لا يحترم شعبه وتضحيات مقاومة هذا الشعب. الرئيس الذي يصف المقاومة بالعبثية وسفن التضامن العالمي لفك الحصار بعديمة الجدوى، وعمليات المقاومة بالحقيرة، والشهداء الذين ينفذونها بالحقيرين…

ما حاجة شعب فلسطين لهكذا رئيس؟

رئيس لا يحترم دموع أمهات الشهداء ودماء الشهداء..

رئيس عبثي وفاشل ومتآمر ومتخاذل يريد فقط حماية نفسه ومجموعته البائسة، الفاشلة، التي دمرت القضية الوطنية الفلسطينية بسبب انتهازيتها، وتوجهها للمحافظة فقط على المكاسب والمصالح و فتات الدول المانحة، التي لا تدفع أي شيء بدون مقابل من الحقوق الفلسطينية.

العدوان على غزة يؤكد أن سياسة الحصار انتهت لأن العالم أخذ يعلن موقفه من الحصار والتجويع الذي يطال سكان قطاع غزة. وهذا بحد ذاته عجل في قيام الصهاينة ببدأ العدوان في محاولة منهم لتركيع المقاومة الفلسطينية واعلان ما يشبه الاستسلام الفلسطيني.

كل هذا يجري لأن النظام الرسمي العربي وكذلك النظام الغربي المنحاز للصهاينة موافقون على العدوان، ويريدون حلاً يكون إما برفع الحصار أو بسحق المُحاصَرِين من أجل الخلاص من هذا الموضوع الذي بدأ يزعج الجميع.

هذا العدوان الذي لا بد أن ترد عليه المقاومة الفلسطينية بكل قوة وفي عمليات استشهادية مميزة وقصف صاروخي سيطال أمكنة جديدة وأهدافا نوعية. هذا العدوان لا يمكن أن يمر بدون عواقب وخيمة.

 

31-10-2010

 

* مدير موقع الصفصاف : www.safsaf.org