الأرشيفوقفة عز

أسعد كعوش الحلقة السادسة “لا أغني إلا لفلسطين” – إعداد نضال حمد وموقع الصفصاف

كتب لنا ابن مخيم عين الحلوة المقيم في برلين، المناضل الجريح، الصديق والرفيق العم محمود المقدح:

“كنا معاً في سجون العدو الصهيوني في عتليت في فلسطين المحتله من ثم تم نقلنا الى معتقل انصار… كان معتقل انصار مقسم الى أقسام ومعسكرات، وكنا في معسكر رقم ١٢ وكل معسكر له مختار كما كانوا يسمونه، وكان الأستاذ أسعد كعوش مختاراً علينا، وكما أذكر كان يغني لنا الأغاني الوطنية”.

في هذا الصدد قال لنا في موقع الصفصاف أستاذنا أبو العبد كعوش يوم تحدثنا معه عن تلك الذكريات بأنه وصل الى معسكر 12 وتفاجئ بأن فرشته كانت قرب فرشة جارهم من البلاد، حيث الصفصاف وميرون على سفح جبل الجرمق، الذي جبله أهل البلدتين بالدماء والتضحيات، الرفيق والعم أبو فايز شريدي، الذي رحب بالأستاذ أسعد ترحيباً كبيراً. ابو فايز لرحمه الله كان رمزاً من رموز الجبهة الشعبية وحركة القوميين العرب، كما رفيقه وصديقه الراحل أبو صالح الأسدي. أبو فايز كان رمزاً من رموز النضال القومي والوطني. كما كان من الشخصيات المخيمية المحبوبة ومن المناضلين البارزين، المعروفين في مخيم عين الحلوة.

 العم محمود المقدح قال لي: في أحد الأيام قام الحراس في السجن أي الجنود الصهاينة بمناداة الأستاذ أسعد وطلبوا منه أن يغني لبيغن وشارون ولكنة رفض رفضاً باتاً أن يغني. بعد ذلك دخلوا الى المعسكر وأخذوه وعزلوه في زنزانة إنفرادية لمدة أسبوع، كما عذبوه ومن ثم أعادوه الى المعسكر بعد أسبوع من العزل. عاد مرهقاً وتم عزله من المخترة لأنه رفض أن يغني للصهاينة. كان الأستاذ أبو العبد يكرر دائماً: “لا أغني إلا لفلسطين”.

أما الأخ ابراهيم عوض ابن عرابة البطوف وجارنا في الحارة في مخيم عين الحلوة والمقيم الآن خلف المحيطات في الولايات المتحدة الأمريكية فقد قال: لقد كنت أيضاً من تلامذته في مدرسة قبية. أطال الله عمره وأنعم عليه بالصحة والعافية. لا بد أن أخبركم بأنني لا زلت أذكره في الصف بالمدرسة، فعندما يكون عندنا إمتحان، نحن كُنا نبدأ الإمتحان وهو يقف أمام باب الصف ويبدأ بالدندنة والغناء بصوت خافت… أذكر ذلك وكأنه يحدث الآن”.

فيما قال لي الصديق والأخ أحمد عرسان ابن مخيمنا عين الحلوة ومعسكر الأشبال في المخيم، وابن بلدة صفورية في فلسطين المحتلة: الأستاذ أبو العبد علمنا الموسيقى في معسكر الأشبال هو والأستاذ خالد كريم…لهما ولك كل الاحترام”.

أما الأخوين غانم قبلاوي وموسى الموعد فذكراني بالأغنيتين الجميلتين وكانتا ولازالتا من الأغاني الخالدة للفنان أسعد كعوش وفرقته مثل:

زيدي الصمود يا ثوره

زيدي الصمود

شعب الجنوب

يقاتل على الحدود

وأغنية:

أيار خبر أيلول

والليل عنا مايطول.

أما خالد زعطوط المقيم في بلغاريا وهو رفيق الدرب والتجربة والنضال، ابن مخيم عين الحلوة وشقيق الشهيد جمال زعطوط، الذي استشهد في العاشر من نيسان 1985 دفاعاً عن مخيم الحلوة، فقد ذكرني بدوره بما أنشده الأستاذ أسعد كعوش في مرحلة الاعتقال بمعسكر انصار بعد غزو 1982. أنشد أستاذنا أسعد كعوش في فترة السجن والاعتقال أغاني عبر فيها عن شوقه وحنينه لمخيم عين الحلوة، ولياليه وأمسياته وكذلك عن التزامه بالنضال والكفاح والمواجهة. بما أنني أردت تذكر كل كلمات أغنية “يا عمي يا بو محمود” فقد طلبت العون من خالد الذي أرسلها لي ومعها خاتمة عن عين الحلوة والشوق للمخيم، وهي التالية:

” يا عمي يا أبو محمود

خليك صاحي إوعى تنام

أشعلها نار وبارود

ولا ترضى بالاستسلام

عَلِي رأسك عَلِي

أنصب دوشكا ع التلي

وخلي الصهيوني يولي

ولا ترضى بالاستسلام

يا عين الحلوة اشتقنالك

حبينا الشمس إلي قبالك ..

ويا عين الحلوة ما نسينا ..

أيامنا الحلوة وليالينا”…

هذه الأغاني كانت تلعلع في سماء وأحياء وأزقة المخيم فيتردد صداها في كل مكان ويقوم بترديدها الشبان والفتيات وكذلك الكبار والصغار. أما الأستاذ أسعد كعوش فلم يكن وحده في ساحة الفن والموسيقى والغناء، إذ عمل معه وفي فرقته عدد كبير من مواهب المخيم والمخيمات والجوار. نهلوا من علمه الفني والغنائي والموسيقي، وقدموا وأبدعوا بما لديهم من مواهب فنسية وموسيقية. برزت معه مواهب من الصبايا المبدعات، ولكن أكثر كان هناك شباب مبدعين وفنانين من فلسطينيي صيدا وعين الحلوة والمية ومية ومخيمات لبنان بالاضافة لبعض الاخوة اللبنانيين. مجموعة كبيرة ومنوعة عملت معه سنوفيها حقها في الحلقة القادمة السابعة حيث سوف نتحدث عن هؤلاء.

إعداد نضال حد وموقع الصفصاف

23-1-2022

تتبع الحلقة السابعة