الأرشيفوقفة عز

الدكتور حيدر دقماق عاد الى هونين وفلسطين – نضال حمد

الدكتور حيدر دقماق أكاد أجزم أن كل من عرفه أحبه.. وكل من تقرب منه إزداد إعجاباً به واحتراماً له. لأنه كان مناضلاً ناكراً للذات، متواضعاً، متنفانياً، مخلصاً، معطاءاً، متقدماً متوهجاً، صامتاً، صمته مثل صوته فيه الهدير وفيه النفير لأن الأمة لازالت على درب العودة والتحرير.

هكذا كان دكتور الفقراء والمظلومين والمناضلين، فكيف لا يكون كذلك وهو الذي ولد في هونين على مسافة حجر من جبل الجرمقِ وعلى مسافة قريبة من سخنين، حيث الطريق يوصل الى جنين، معقل الفدائيين المقاومين في فلسطين. وحيث في فلسطين لن يكون هناك صوت يعلو فوق صوت المقاومة والمقاومين. فهذا هو وعد شعبنا ووعد جنين وغزة وكل فلسطين.

عشق أخي الدكتور حيدر فلسطين وحملها في قلبه وعقله وأينما حطت رحاله، ولم يكتفِ بالقول فكان فاعلاً ونشطاً ومُحفزاً ومُثوِراً، في المقدمة حيث توجد النشاطات والحملات الداعمة للشعب العربي الفلسطيني وللقضية الفلسطينية. ففي الصباح تجده في بيروت وبعد الظهر على حدود فلسطين… وعند المساء في سوريا أو تونس أو الهند… مناضل على كل الجبهات.

كان رجلاً بجحافل، جبلاً شاهقاً تلامس هيبته السماء، متواضعاً ونقياً، طاهراً وشريفاً وعفيفاً ومحباً للآخرين. أحببته منذ اللقاء الأول الذي جمعني به في بيروت قبل سنوات. كان ذلك اللقاء في بيروت، عند بداية العمل في تأسيس الحملة العالمية للعودة الى فلسطين.

كان اول لقاء يجمعني بالدكتور حيدر دقماق وكنت يومها برفقة صديقي ورفيقي المناضل الوطني الحقيقي محمد ياسين – أبو أحمد- مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان. منذ ذلك الوقت كَنَنت للدكتور حيدر دقماق مودة واحتراماً شديدين، وإعجاباً بشخصه وبتواضعه ونكران ذاته وعمله وجهده وتواجده في كل مكان فيه أي شيء يخص فلسطين والتضامن معها والعمل لأجلها. أحببته لأنه كان مثلي ولأنني كنت ولازلت مثله، فأنا في طبيعتي أنتمي لهذا الصنف من المناضلين، صنف الناكرين للذات والذين لا تشلغهم عن القضية أية اشغال أخرى. أحببت الدكتور حيدر والتقيت به مرات كثيرة في مناسبات عديدة خلال تواجدي في لبنان. فقد كان جوالاً ومتنقلاً بلا تعب وكلل وملل على كل المساحة الجغرافية اللبنانية، من بيروت الى صيدا وصور ومارون الرأس والعديسة وحدود لبنان مع فلسطين. .

يوم أمس فاجأني خبر رحيله الذي قرأته منشوراً بعد الانتهاء من تناولي وجبة الإفطار. فكان الخبر صادماً ومحزناً لكنها ارادة الله.

نم قرير العين يا صديقي

يا ابن هونين وجنين وجنوب لبنان وضاحيته الصامدة

يا ابن المخيمات وكل فلسطين الصامدة المكافحة.

نم قرير العين فنحن لن ننم حتى النصر والعودة والتحرير.

نضال حمد

12-04-2022