الحلقة الثانية- مع الرموز الفلسطينية في الميادين الأوروبية – نضال حمد
سلسلة حكاياتي مع العلم الفلسطيني
كما سبق وكتبت قبل أيام في الحلقة الأولى من سلسلة حكاياتي مع العلم الفلسطيني أنني غالباً ما أحمل معي رمز أو أكثر من رموز القضية الفلسطينية، وذلك حين أتجول في المدن والميادين والساحات الأوروبية أو عندما أجلس في المقاهي التي اعتدت على ارتيادها وارتشاف القهوة فيها.
يوم أمس وخلال جلوسي في مقهى نيرون بغاليري كراكوفسكا في مدينة كراكوف البولندية مع صديق نرويجي، كنت أضع حقيبة الظهر بالقرب مني على أحد الكراسي، وكان علم فلسطين مع شال فلسطيني بألوان الكوفية الفلسطينية مربوطين بالحقيبة، وكانا باديين بوضوح للمارة بالقرب من المقهى والطاولات داخل الغاليري. والحقيقة أنني أتعمد ذلك في كل مرة وحيثما أجلس في الأماكن العامة.
كما في كل مرة كان المارة ينظرون الى العلم والشال فمنهم من يبتسم ومنهم من ينزعج ومنهم من يرفع شارة النصر الفلسطينية المعروفة تعبيراً عن اعجابه وتضامنه.
بالأمس مر بالقرب من العلم والشال وطاولتي ثلاثة صهاينة كان أحدهم يضع القلنسوة اليهودية على رأسه أتخيل ما الذي دار في رؤوسهم حين رأوا مقري الفلسطيني في مقهى نيرو.
على الطاولة المقابلة في أقصى المقهى جلس شخص طويل القامة، أشقر وبعيون زرقاء، كان يتأمل العلم والشال. لم أعره كثيراً من الانتباه إذ كنت مشغولاً بكتابة موضوع معين. وبمتابعة آخر الأخبار والتعليقات في مجموعة فلسطين بالبولندية. لكن هذا الرجل جاء وووقف قرب طاولتي وسألني:
هذا العلم لاي دولة؟
للوهلة الأولى إعتقدت أنه “اسرائيلي” أو يهودي بولندي صهيوني يتغابى ..
قلت له ألا تعرف علم أي دولة ولا حتى هذا الشال بألوان الكوفية؟
قال أعرف أنه ربما علم فلسطين.. وأنها الكوفية الفلسطينية فقط أحببت التأكد من ذلك…
قلت له نعم إنه علم فلسطين وهذه كوفية شعب فلسطين وهذا هو الشال الفلسطيني ..
قال لي:
أنا معكم وقلبي معكم في نضالكم وقام برفع شارة النصر وودعني متمنياً لفلسطين النصر والحرية.
نضال حمد
21-5-2022
