الأرشيفوقفة عز

طلال فرهود فدائي التمريض في مستشفيات عكا وغزة واللاهوت في بيروت

إعداد نضال حمد وموقع الصفصاف

طلال فرهود ابن بلدتي الصفصاف وابن مخيمنا عين الحلوة يتحدث عن تجربته بمستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني خلال حصار بيروت وفي إثناء وبعد المجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا سنة 1982.  

ولد الأخ الممرض طلال فرهود في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني قرب مدينة صيدا العريقة. عائلته كانت تهجرت وتشردت ولجأت الى لبنان في أعقاب النكبة والمجزرة في بلدة الصفصاف سنة 1948 واستقرت بالمخيم. هناك إلتحق بالمدرسة فتعلم المرحلة الابتدايئة في مدرسة الفالوجة عند مديرها الجنرال أبو كريم عبد المجيد، ومن ثم في مدرسة حطين التكميلية وربما في ذلك الوقت كان مديرها الأستاذ علي فرهود أو الأستاذ عطا دعيبس. فيما بعد وكما طل أبناء جيله إلتحق بفصائل العمل الوطني الفلسطيني، ليختار بعد وقت قصير مهنة التمريض… وعن ذلك حدثني قائلاً:

إلتحقت بمهنة التمريض لأنني عندما كنت أداوم في مكتب جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في مدينة النبطية الجنوبية اللبنانية، حصل معنا حادث ومنذ ذلك الوقت حبيت أن أعرف عن الطب.

درست في مستشفى عكا بالهلال الأحمر الفلسطيني 3 سنوات وتخرجت سنة الإجتياح والغزو بال 1982 وخلال دراستي كنت اعمل في مستشفى غزة… وكان معي شاب صديق لي من مخيم برج البراجنة إسمه سهيل دودار. عملنا معاً في المستشفى ويوم المجزرة تشردنا معاً ونمنا في العراء في بيروت الغربية. كان معنا أيضا اثناء فترة الدراسة والعمل في المستشفين الأخ حسين أبو الخير (صيدلي) من السميرية والأخ محمود الخطيب (تصوير أشعة) أيضاً من السميرية وكلاهما من عين الحلوة.”.

عندما اقترحت على طلال أن نكتب عن تجربته التي أنا كنت جزءًا منها في مرحلة هامة وحاسمة جداً من عمر نضالنا الوطني، مرحلة حصار بيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982.. قال لي: “جعلتني أتذكر الأيام الحزينة التي كنت أمر بها واللوعة على الأهل لأنني في ذلك الوقت كنت محاصراً في بيروت وأهلي في مخيم عين الحلوة تحت الاحتلال ولا أعرف عنهم أي خبر”.

تابع كلامه: “الآن أقول لك رداً على سؤالك عن كيفية وصولك الى مشفى اللاهوت الميداني في بيروت… أذكر أن هناك من سأل عنك يومها وبلغوني بذلك في مشفى اللاهوت ولا أتذكر كم بقيت عندنا لأنه كان هناك عدد آخر من الجرحى غيرك. فقط أذكر أنه جاءني أمر بنقلك الى مستشفى الجامعة الأميركية بسبب سوء حالتك الصحيه لأنه يومها أصابك تسمم ناجم عن الغرغرينا في ساقك ولهذا نقلناك بأقصى سرعة.. هذا الذي أذكره الآن.”

يتابع طلال ويضيف: بعد خروجي من مستشفى غزة وكما ذكرت الفريق الاجنبي (منهم-ن الدكتورة البريطانية سوي شاي إنغ التي أنقذت حياتي أنا نضال حمد).. الوفد الأجنبي الذي كان يعمل معي قد سمع أن هناك أناس دخلوا مخيم شاتيلا ويقومون بقتل الناس، لهذا أصروا علي أن أخرج من مستشفى غزة في المخيم وأن أغادر الى قلب مدينة بيروت.

عند وصولي الى حرم الجامعة الأميركية وفي الجنينة تحديدا مكثت الليله بأكملها خارجا أنا وصديقي سهيل. بقينا هناك الى أن وضح النهار وسمعنا من الناس الماره أن هناك مجزرة في صبرا وشاتيلا قام بها الكتائبيون و”إسرائيل”، ونحن نتجول بالشوارع ولا ندري إلى أين نذهب بعد خروجنا من حرم الجامعة الأميركية.

ثم ألتقينا ببعض من الفريق الأجنبي الطبي الذي كنت أعمل معه، وكانت الدهشه في أعينهم أنهم رأونا سالمين من المجزرة وأخذونا بالأحضان، وسألونا إن كان لدينا مأوى… قلنا لهم لا أحد لدينا هنا في المدينة، فطلبوا منا أن يأخذوننا معهم حيث هم سيمكثون.

في اليوم التالي إلتحقنا نحن وهم بمركز اللاهوت الذي إلتقيت فيك هناك وأنت جريح ووضعك حرج وصعب… وبدأنا العمل وكنت قد تسلمت قسم الطوارئ من قبلهم. وأكملت العمل معهم في المركز إلى أن دخل الجيش الطائفي الى بيروت الغربية.

نضال حمد

موقع الصفصاف – وقفة عز

26-9-2022