الأرشيفوقفة عز

الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة على صفيح ساخن

بقلم: انضال حمد:

منذ أيام تسود حالة الحذر والقلق الشديدين، الشارع الفوقاني ومنطقة البركسات وحتى مستشفى الحكومي ومفرق كمب العتيق أي مخيم الطوارئ، مروراً بحي عكبرا وعيادة الوكالة. حالة من الغليان والاستنفار تسود مخيمنا المستباح بعد حادثة شجار لها جذورها وخلفياتها المؤسفة. للاسف ذهب ضحيتها أحد شباب المخيم وعناصر مجموعة فتح البركسات، فيما مطلق النار هو الشاب “الخميني” من عناصر الحركة الاسلامية المحلية “عصبة الأنصار”. مادام وضحنا الأمور يمكن القول الآن بأنه لا علاقة لا للصفصاف ولا لعرب زبيد بما حصل. ويجب حصره في إطار الخلافات والثارات القديمة بين مجموعتين سياسيتين متصارعتين أو بين شخصين – فردين أي القاتل والمقتول. لذا من المعيب أن يستمر الشارع الفوقاني وسكانه رهائن للاستنفار وللعبث.

ليس الشاب عثمان من عرب زبيد وسكان البركسات أول ولا آخر ضحية في مسلسل تدمير مخيم عين الحلوة المستمر منذ عشرات السنين. فقد حصدت الكراهية المنتشرة بين صفوف شباب المخيم وفتيته مئات القتلى والضحايا الذين نعتهم فتح والحركات الاسلامية أي القوى المضادة لها كشهداء. والحقيقة أن كلمة شهيد لم تعد مناسبة لقتلى وضحايا الصراعات الجانبية في المخيم، لأن الشهيد هو من يستشهد في معركة ضد الأعداء ومن أجل الوطن والحرية كما شهداء مخيم جنين السبعة هذا اليوم الثلاثاء الموافق السابع من مارس – آذار 2023. فيما الذين يتم اغتيالهم أو تصفيتهم وقتلهم في المخيم بصراعات جانبية عبثية لا وطنية هؤلاء هم الإخوة الأعداء وضحايا الضحايا في مخيم أصبح مخيماً لتضحيات في غير مكانها. أشعر بحرقة وبحزن أهاليهم وأقاربهم وأصحابهم واحترم وأقدر تلك المشاعر الانسانية.

كل فترة تتكرر نفس الحادثة مع أشخاص آخرين فَيُقتل من يُقتل وتعود الأمور فيما بعد الى دوامة الانتظار، بانتظار ضحية جديدة. يموت فتى أو شاب من شبيبتنا مجاناً وبرصاصنا. كأننا منذ نهاية سنوات الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الفائت، حولنا اتجاه بنادقنا ورصاصنا نحو صدرونا لتتنفس صدور الأعداء.

مطلوب صحوة وطنية ونهضة شعبية وتربية سليمة تليق بشعب يعمل لأجل تحرير وطنه وأرضه والعودة الى ديار الآباء والأجداد. يكفينا قتل وتصفية واغتيالات وانفلات للسلاح واستباحة للمخيم وترويعاً لسكانه وتدميراً لأحيائه ولشوارعه ولحياة قاطنيه. لقد أصبح السلاح الذي يغتال الحلم والمستقبل سلاحاً مشبوهاً يشوه قدسية سلاحنا وقضيتنا. ولقد تحولت المجموعات والفصائل التي تأوي القتلة والسحيجة والشبيحة وحملة سلاح الفتنة وباءاً على مخيمنا. لو أجرينا استطلاعاً بين أهل مخيم عين الحلوة ستكون النتيجة أن الناس لا يريدون بقاء واستمرار هذه الفصائل وتلك المجموعات. لكن الناس عالقة بين مطرقة الحصار والجدار العازل وسندان سلاح الانفلاش والانفلات والفتنة.

نضال حمد في السابع من آذار 2023