الأرشيفعربي وعالمي

عطا الله حنا: “كنا وسنبقى دوما دعاة حق وعدالة ونصرة للمظلومين والمتألمين” 


القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا وبالرغم من كل آلامنا واحزاننا ومعاناتنا الا اننا لن نفقد الامل والرجاء .
اننا نستمد القوة من قيم ايماننا وتاريخنا وتراثنا في هذه البقعة المباركة من العالم وبالرغم من قتامة الصورة والوضع المأساوي فنحن على يقين بأن كل شر في هذا العالم لا يمكن ان يبقى وان يستديم ، بل ان كل شر له بداية وله نهاية .
الحرب هي شر مطلق وهذه الحرب يجب ان تتوقف وقد حصدت ارواح الابرياء وادت الى دمار هائل .
ما اسهل ان تدمر وان تخرب ما بني خلال عشرات السنين فأبنية بنيت خلال سنوات عديدة دمرت خلال ثوان ناهيك عن الدماء والالام والاحزان التي حلت بغزة .
ان تدمر هذه مهمة قد تكون سهلة ولكن ان تبني هي مهمة صعبة .
لقد كُتب على الفلسطينيين ان يعيشوا في هذه الاوضاع المأساوية ولسنين طويلة ولكنهم لم ولن يستسلموا للاحباط والقنوط والاستسلام رغما عن كل التحديات والمؤامرات والمشاريع المشبوهة التي يتعرضون لها بهدف تصفية قضيتهم العادلة .
نسأل الله بأن ينير القلوب والعقول والضمائر في هذا العالم لكي يصحوا الحكام في الغرب من كبوتهم ويكتشفوا جسامة الظلم الواقع على شعبنا ليس فقط بسبب الحرب في غزة بل بسبب كل ما يتعرض له شعبنا من مظالم لم تتوقف منذ عام 48 وحتى هذه الساعة.
كنا وما زلنا وسنبقى دعاة حق وعدالة ونصرة لكل انسان مظلوم ومكلوم لا سيما شعبنا الفلسطيني الذي يستحق بأن يعيش في حرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم.
لا نؤمن بالحروب والعنف والقتل بل نؤمن بالحياة وحياة الانسان هي شيء مقدس لان الله هو الذي خلق هذا الانسان وحباه بنعمه واسبغ عليه بمواهبه وقد خُلق الانسان لكي يعيش حرا وليس لكي يعيش في ظل الحروب والقتل والصواريخ والموت والاحتلال والاستعمار.
أما آن لشعبنا ان ينعم بحياة افضل والفلسطينيون يستحقون الحياة الحرة الكريمة والتي في سبيلها قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات الجسام .

سيادة المطران عطا الله حنا : ” نطالب بأن تتحقق العدالة في ارض غيبت عنها العدالة ولسنين طويلة “


القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في كنيسة القيامة في القدس القديمة وفدا من مجلس الكنائس في استراليا والذين اتوا في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني حيث اطلقوا نداء بعنوان اوقفوا الحرب وقد استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة بالقدس القديمة مرحبا بزيارتهم وشاكرا اياهم على مساعيهم الطيبة ومواقفهم النبيلة المطالبة بوقف الحرب .
نرحب بكم في مدينة القدس وخاصة في كنيسة القيامة والتي تعتبر اهم مكان مسيحي في هذا العالم ذلك لان فيها مكان القيامة والانتصار على الموت ومن هذا المكان المقدس نبرق من خلالكم لكل كنائس العالم ولكل شعوب الارض بأننا في هذه البقعة المباركة من العالم نريد ان نحيا بسلام بعيدا عن الحروب والدمار واصوات القنابل والقذائف والالام والاحزان .
ان شعبنا الفلسطيني في هذه الديار يتوق الى الحرية والعدالة والتي في سبيلها ناضل وما زال يناضل وقدم من اجلها التضحيات الجسام ، والعدالة في مفهومنا هي ان يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال والعيش بسلام مثل باقي شعوب العالم .
ان ما يحدث منذ اكثر من 100 يوم في غزة انما هي جرائم مروعة بحق الانسانية وللاسف الشديد فإن هذه الحرب تحظى بدعم ومؤازرة مباشرة وغير مباشرة من عدد من القيادات السياسية في الغرب ، ولذلك فإننا نطالب الكنائس المسيحية في العالم بضرورة الضغط على القيادات السياسية من اجل ان تكون اكثر عدلا وانسانية وان يعمل الجميع من اجل وقف هذا العدوان الذي ادى الى كم هائل من الدمار والخراب والالام والاحزان.
منذ اليوم الاول للحرب ونحن نناشد بأن تتوقف هذه الحرب والتي يدفع فاتورتها المدنيين والابرياء وخاصة شريحة الاطفال ، ولقد وصل هذا النداء اليكم والى غيركم من المرجعيات الروحية والحقوقية والانسانية فشكرا لكم على تلبيتكم لهذا النداء وتبنيكم لهذا الموقف الانساني بامتياز وهو المطالبة بوقف الحرب حقنا للدماء ووقفا للدمار ، فما ذنب اهل غزة الابرياء والمدنيين والاطفال لكي يدفعوا فاتورة هذه السياسيات القذرة والاطماع الاستعمارية التي تستهدف شعبنا وقضيته العادلة .
ومن هذا المكان المقدس نهتف معا وسويا (فلتتوقف الحرب) فورا حقنا للدماء ووقفا للدمار ولتتحقق العدالة في هذا الارض فشعبنا الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى اليوم وهو يتعرض للنكبات والنكسات والحروب في حين ان هذا الشعب يستحق ان يعيش في اوضاع افضل ، وفي ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس لكي ينعم هذا الشعب بحرية طال انتظارها ولكي يعيش بأمن وسلام مثل باقي شعوب العالم .
القدس مدينة السلام ، المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ومن واجبنا جميعا ان نحترم خصوصية القدس وفرادتها فهي مدينة تختلف عن اي مدينة اخرى في هذا العالم وهي حاضنة اهم المقدسات المسيحية والاسلامية وهي العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطيني كما انها قبلة للاحرار ولكل اصحاب القيم الانسانية والاخلاقية والروحية النبيلة .
صلوا من اجل مدينة السلام لكي يعود اليها سلامها المغيب ولكي ينعم ابناء فلسطين بسلام حقيقي .
نلتفت الى غزة التي تنزف دما والى الضفة والى كل ابناء شعبنا ونسأل الله بأن يكون بلسما وقوة وتعزية لكل انسان مكلوم ومظلوم ومعذب .
وضع سيادته الوفد في صورة ما تتعرض له مدينة القدس كما واوضح لهم الموقف الكنسي الرسمي من الاحداث الراهنة واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وفي الختام قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وجال واياهم داخل القدس القديمة للتعرف على معالمها التاريخية .