الأرشيفوقفة عز

ماذا بعد رحيل أمير الكويت؟ – نضال حمد

ماذا بعد رحيل أمير الكويت؟ – نضال حمد

يوم أمس توفي أمير الكويت الشيخ ناصر الصباح في احدى المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية. حيث سافر لتلقي العلاج هناك. ونتيجة للموقف المشرف له ولدولة الكويت فيما يخص رفض التطبيع مع العدو الصهيوني إسوة بالدول الخليجية الأخرى، التي تسابقت مؤخراً على توقيع اتفاقيات تحالفية مع العدو الصهيوني وتبني روايته التاريخية الزائفة على حساب الرواية العربية الفلسطينية التاريخية المقدسة. يحق لنا أن نتسائل: هل مات الأمير بشكل طبيعي أم تم تغييبه أمريكيا وصهيونياً؟. فهذا ليس بغريب على الأمريكان والصهاينة.

الاتفاقيات الخليجية لم تكن مفاجئة لأن علاقات دول الخليج مع الصهاينة كانت قائمة بشكل غير معلن رسمياً. بدأتها مشيخة قطر سنة 1997 ولازات مستمرة فيها حتى يومنا هذا، حيث في العلن تقول قطر إنها غير مطبعة ولكن عملياً هي أول من طبع مع الصهاينة من دول الخليج. هل ننسى زيارات الارهابيين الصهاينة الى الدوحة واستقبال المجرم بيريز استقبال أخوي وشعبي ورسمي لا مثيل له؟… بعد قطر طبعت سلطنة عمان التي دخلها نتنياهو دخول الفاتحين. الامارات والبحرين انتظرتا طويلا لتعلنا اتفاقيتي سلام استسلاميتين مذلتين وخطيرتين جداً على العرب وايران بالتحديد. لأنهما اتفاقيتين تحالفتين بينهما وبين العدو الصهيوني، وهما بذلك تقفان علناً ضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. لن يشفع لهما أي تبرير للجريمة مثل أن الفلسطينيين أنفسهم وقعوا اتفاقيات سلام مع الصهاينة. فهذا عذر أقبح من ذنب، خاصة أنهما لم تكونا على حالة حرب مع الصهاينة. كما لم تطلقا على مر سنوات وجودهما أي طلقة ضد الاحتلال الصهيوني. لم تقدما دماً ولا شهداء على أرض فلسطين وفي المعارك مع الصهاينة. لم تكونا مجبرتين على توقيع الاتفاقيتين لكنهما فعلتا ذلك عن طيب خاطر وتلبية لمطالب سيدهما الأمريكي، حامي العروش الخليجية وراعيها ومُسيّر حياتها ومُعد سياساتها وتحالفاتها وداعم قمعها لحقوق الانسان وللحريات.

في ظل هذه السياسة الخليجية الخطيرة والمنافقة والمعادية لفلسطين وللعروبة والتي تقودها المملكة السعودية وقفت دولة الكويت على النقيض من مواقف مجلس التعاون الخليجي. فلم تطبع ولم توقع وأعلنت مرارا رفضها للتطبيع والتزامها بدعم الفلسطينيين. طبعا هذا الموقف شعبي كويتي أيضاً وليس فقط موقف الحكومة والبرلمان الكويتيين.

(مجسم خريطة فلسطين أمام منزل مواطن كويتي)

بعيداً عن نظرية المؤامرة ولكن في لحظة تأمل أعقبت خبر وفاة أمير الكويت الذي بقي ملتزماً بعدم التطبيع، مخالفاً بذلك توجهات السعودية ومجلس التعاون الخليجي، فإن الوفاة تدعونا للسؤال: لماذا توفي الأمير بعد أكثر من أسبوع من تصريحات لترامب والادارة الأمريكية أكدوا فيها بأن الكويت سوف تقيم قريباً علاقات مع الكيان الصهيوني.

هل هي صدفة؟

إذا ما ربطنا الوفاة بالتصريحات الأمريكية فإن الوفاة تثير الشك على الأقل عندي.

المهم الآن أن ننتظر ما بعد رحيل الأمير وكيف ستكون السياسة الكويتية خاصة فيما يتعلق بالتطبيع مع الصهاينة. فالأيام القادمة ستكون كفيلة بالرد على تساؤلاتنا وأسئلتنا المشروعة. نتمنى أن تبقى الكويت مع أميرها الجديد على نفس موقف أميرها الراحل وجماهير الشعب الكويتي المعارضة لأي شكل من أشكال التطبيع والاعتراف بالعدو الصهيوني. فأي موقف مشرف هذه الأيام يتمسك بفلسطين وقضيتها المقدسة هو بمثابة وقفة عز سوف لا ينساها العرب وشعب فلسطين وسوف يذكرها ويخلدها التاريخ.

ملاحظة: هذه المقالة تحدثت فقط عن موقف الكويت وأميرها وحكومتها من التطبيع مع الصهاينة ولم تتطرق الى امور أخرى كثيرة.

 

نضال حمد

30-09-2020