الأرشيفوقفة عز

يحق لليهودي الصهيوني ما لا يحق لغيره من الناس – نضال حمد

“الاسرائيليون” وهم يهود صهاينة اجتمعوا من بولندا ومن دول اوروبية غربية وشرقية أخرى ضمن مشروع استعمار واستيطان واحتلال فلسطين. سلبوا وسرقوا ونهبوا واحتلوا فلسطين كلها وهجروا شعبها الذي مازال لاجئاً ومشرداً في مخيمات اللجوء لغاية اليوم، كما أنهم يرفضون عودته أو تعويضه وبنفس الوقت يطالبون دول أوروبا والعالم بتعويضهم عن ممتلكات يهود العالم الذين بدورهم سرقوا ونهبوا واحتلوا فلسطين العربية. وأرتكبوا المذابح والمجازر والتصفية العرقية… فعلاً إن العقلية الاستعلائية العنصرية الصهيونية لا حدود لقذارتها وبشاعتها وعفنها الاخلاقي والسياسي.

كيف يمكن “للاسرائليين” بكل وقاحة وخسة وفظاظة أن يطالبوا دولة مثل بولندا بالتعويض عن أملاك اليهود البولنديين وهم مواطنون بولنديون لآباء وأجداد بولنديين. إلا إذا كانت حكومات وقوانين بولندا لا تعترف باليهودي البولندي مواطناً بولنديا كما كل كاثوليكي وبروتستانتي أو مسلم بولندي. بغض النظر عن أن يهود بولندا موجودين في بولندا منذ أكثر من ألف عام… ألف عام فقط لا غير.. نعم فقط لا غير.

يوم هاجر يهود بولندا أو بعضهم تم تهجيره من هناك لم يكن على خريطة العالم دولة اسمها “اسرائيل” ولا شعب “يهودي” أو “اسرائيلي” كالذي تمت صناعته خصيصاً لاحتلال واستعمار فلسطين العربية بمساعدة بريطانيا العظمى والدول الغربية بشكل عام.

حتى في البداية وفي أول سنتين من عمر الدولة اليهودية في فلسطين المحتلة، وعمر الاحتلال اليهودي الصهيوني لفلسطين تلقت تلك الدولة اللقيطة، مساعدة من ستالين والاتحاد السوفيتي (كان السوفييت أول دولة في الأمم المتحدة اعترفت بدولة “اسرائيل”)، لأن ستالين توهم باشتراكية الصهاينة اليهود في فلسطين المحتلة. لكنه سرعان ما اكتشف بعد سنتين أن “اسرائيل” ليست سوى قاعدة عسكرية وأمنية متقدمة للامبريالية الرأسمالية الاستعمارية العالمية.

بعض الاعلاميين البولنديين (أنا شخصياً أعتبرهم مجموعة من العنصريين واليمينيين وكذلك اليساريين المرضى النفسانيين) وغالبيتهم مؤيدين أو معجبين “باسرائيل” كتبوا ونشروا مقالات يتحدثون فيها بإعجاب شديد عن “اسرائيل” وكيف بنت دولتها في فلسطين. ويتنكرون لنكبة وآلام الشعب العربي الفلسطيني. ويقولون بكل فخر وكبرياء أن يهود بولندا هم الذين صنعوا دولة “اسرائيل”. كما ويتجاهلون أو يكذبون على القراء البولنديين حين يتبنون الرواية اليهودية الصهيونية. وحين يتنكرون لما حل بالشعب الفلسطيني، من تهجير وقتل وإبادة ومجازر وسرقة وطن بأكمله، بما فيه من ثروات وتراث وعادات وتقاليد ومرافق وكل شيء ممكن.

اليهود البولنديين وحتى بعض جيرانهم من يهود لتوانيا وليتفا وتشيكيا وغيرها تدربوا وتسلحوا وتسيّسوا وتأدلجوا صهيونيا في معسكرات صهيونية أقيمت في بولندا، بدعم من الحكومات البولندية. التي قامت بتسليحهم وتدريبهم كما وزودتهم بالمال والهويات وجوازات السفر، لأنها كانت تتفق مع الحركة الصهيونية على ضرورة سفرهم للاستطيان في فلسطين، فهم كانوا غير مرغوب بهم في بولندا آنذاك. نفس الشيء ينطبق عليهم في غالبية دول اوروبا التي عملت على التخلص منهم. بعد ذلك ذهب آلاف منهم للاستطيان في فلسطين المحتلة على حساب ونفقة الدولة البولندية أو الوكالة اليهودية فرع أو دائرة الاستعمار والاستيطان والتهجير في الحركة الصهيونية العالمية.

جدير بالذكر أن مناحيم بيغن اليهودي الصهيوني البولندي ومجرم الحرب الدولي كان قائداً من قادة الصهاينة في بولندا وشرق أوروبا، وقائداً لمنظمة “بيتار” اليهودية في بولندا وتشيكيا والتي كانت تضم سنة 1939 عشرات آلاف الشباب اليهودي من الجنسين، إناث وذكور، وأصبحوا فيما بعد نواة إرهابيي وإرهابيات ومجرمي ومجرمات الاستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين المحتلة. بيغن نفسه ذهب الى فلسطين الانتدابية كما آلاف اليهود المدربين والمسلحين مع جيش الجنرال اندرسن البولندي، الجيش الذي كان يقاتل ضد النازيين الألمان الى جانب الحلفاء البريطانيين، وهم بدورهم الرعاة الرسميين في ذلك الوقت للاستطيان الهيودي في فلسطين العربية.

 

نضال حمد في 18-8-2021

 

Manahem Beigen