وقفة عز

يوم الأجانب الشرفاء في فلسطين

نضال حمد

في خطوة إرهابية جديدة تعبر عن مدى العمى وقصر النظر الذي أصاب الدولة والحكومة والبشر في كيان الإرهاب القادم من أزمنة ما قبل الحضارة، أزمنة آكلة لحوم البشر. قامت سلطات الأمن الصهيونية في مطار بنغريون بمنع العازف الروماني الشهير غيوركي ومبير وزوجته ومرافقيه من دخول البلاد وأعادتهم من حيث أتوا، وذلك بعد أن صادرت نقودهم وحاجياتهم ووثائقهم وما كان بحوزتهم. كما تعرض السيد غيوركي لمعاملة مهينة وغير لائقة وعنصرية وفظة من قبل رجال الأمن الصهاينة، ليلة أمس في المطار المذكور.

مع العلم أنه دُعيّ إلى الكيان الصهيوني للقيام بعدة عروض موسيقية. لكن بعض المجموعات اليهودية من المتعصبين ذوي الأصول الرومانية اتهموه بمعاداة السامية والانتماء لحزب فاشي روماني وبإنكار المحرقة.

إنها التهمة الجاهزة لكل من لا تتناسب أفكاره والطروحات الصهيونية ورواية المحرقة اليهودية. كأنه كتب على كل إنسان أن يردد الأسطورة بلسان عبري فصيح يقضي الوقت وهو يصيح، ليذكرنا بالمحرقة، وبنفس الوقت يمارس حرق الشعب الفلسطيني، ولا يلتفت للمحارق الأخرى التي تقوم بها الصهيونية العنصرية في فلسطين المحتلة.

معاداة السامية تهمة جاهزة ولصقة قديمة جديدة مُعدة لكل من يرفع صوته محتجا على تغييب العقل، وتعتيم وتزوير الحقيقة، وتعميم الكذب، وأحتكار دور الضحية وابتزاز العالمين به، وتنشأة البشر على حكايات وأساطير معدة من قِبلِ بشر يتربصون بالعقل، وينقضون على العاقلين في هذا الزمن الأمريكي الصهيوني اللعين.

أما للمغني الروماني فلا نستطيع القول سوى أنه سيتذكر ما رآه بأم عينيه في مطار تل أبيب وكيف تتعامل (إسرائيل) الصهيونية، العنصرية، الاستعمارية، الارهابيىة، مع من يخالفها الرأي ومع كل من يناقض ادعاءاتها ويواجه لا عقليتها بالفكر والعقل.

و(إسرائيل) من عبيد العملة الصعبة وكلاب الدولة الكبرى المستكلبة، رجس من أعمال أحفاد الشياطين، وحفيدة أبالسة الزمن العقيم… كيان (اسرائيل) سارق راحة الإنسان وأرضه في فلسطين العربية المحتلى، ومُعمِم الخلافات والنفاق والتلفيقات والأكاذيب، وممارس تعاليم الارهاب في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بلا محاسبة ودونما محاكمة. كيان الصهاينة عبارة عن عصابات صهيونية تقتل الأبرياء وتعتقل الضعفاء، وتدمر المنازل وتهدم الدور والبيوت، وتنشر الرعب كأنها الأرض والبحر وما فيهما من جبروت.

(إسرائيل) الصنيعة الهجينة، الأنبوبية، التي تتنفس أمريكياً، المولودة من رحم المذبحة اليهودية على أيدي النازية الأوروبية، والقائمة على مليون جمجمة وجمجمة عربية فلسطينية ويهودية، تلاحق الأجانب العاملين في فلسطين فتقتل الموظف البريء والمسكين في مكتبه الصغير في المخيم الشهيد جنين. تقتله برصاص البطش والطيش الصهيوني، بدمٍ باردٍ، وبإستعلاءٍ وحقد. ليصبح الشهيد الأممي الجديد في حرب قوى التضامن والمناصرة والدعم والإسناد التي تخوضها الإنسانية جمعاء ضد اللقيط الصهيوني وهمجيته الدموية.

أحدث الضحايا الأجانب في فلسطين المحتلة، الموظف البريطاني أيان هوك البالغ من العمر خمسون عاما، اغتيل البريء الدولي في مكتبه بمخيم جنين نتيجة طلقة أطلقها قناص صهيوني حاقد إثناء جلوسه على كرسيه في مقر عمله. كانت رصاصة قاتلة ومميتة من نوعية متفجرة، ربما محرمة دولياً زودتهم بها بريطانيا بلير أو امريكا بوش. اخترقت الرصاصة بطنه وخرجت من ظهره لتضع حداً لحياته.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أكدت النبأ هذا اليوم.

 

لم تكتف (إسرائيل) بكل تلك الأشكال العدوانية الدنيئة والخسيسة إذ قامت قواتها الغازية بإطلاق الرصاص، أيضا في مخيم جنين الصابر والصامد، على إحدى المتضامنات الدوليات مع الشعب الفلسطيني، وهي الناشطة الايرلندية السيدة كويبا فأصيبت بجراحٍ في الساق. والسيدة كويبا ناشطة أيرلندية في مجال حقوق الإنسان وبرنامج حماية الشعب الفلسطيني الذي يضم مؤسسات وجمعيات وأفراد من كافة بلدان العالم.

إنه اليوم الأممي الفلسطيني، يوم الشهداء والجرحى والموقوفين من مناصري شعبنا الأبي وانتفاضته الديمومة…

فليكن هذا الغضب عاصفاً، ولتكن المقاومة من سينتقم لهؤلاء الشهداء والجرحى لأن في تضحياتهم تكمن قيمة التضامن والإسناد والعطاء لقضية الحق والحرية ومحاربة الظلامية الأصولية الصهيونية العنصرية.

 

يوم الأجانب الشرفاء في فلسطين

نضال حمد

 2002 / 11 / 25